ملفـات وتقـاريـر

11 أبريل, 2025 09:12:14 م
بقلم/ أبوبكر بن مخاشن:
غدًا.. حين تشرق شمس السبت على وادي حضرموت، ستحمل في أشعتها أولى اختبارات الإرادة الحضرمية؛ إما أن تُخلَع أغلالٌ طال استعبادها، أو تُسجَّل لحظةٌ في سجلّ الندم الذي لا يُجدي. هنا، حيث تلتقي جذور الماضي العريق بهواجس الحاضر القلقة، ينهض سؤالٌ كالسيف: أ تُكتب الصحوة أم تُراوِح الذاكرة مكانها؟


ليست الجماهير التي ستحتشد غدًا مجرد أرقامٍ تملأ الساحات، بل هي قبسُ نورٍ يشق ظلمة التهميش، وزئيرُ كرامةٍ يرفض أن يُختزل الحضارمة إلى ظلٍّ في مسرح الآخرين. الشيخ عمر بن حبريش لم يدعُ إلى احتفالٍ عابر، بل إلى محاكمةٍ تاريخيةٍ لـ "سراب" السلطة الواهية، التي تلاعبت بثروات الأرض كدمى في مسرح المآسي. فحضرموت، التي أنجبت ملوك التجارة والعلم، تُجبر اليوم على التسول أمام من نهبوا أرزاق أبنائها!


اللقاء المرتقب ليس مشهدًا سينمائيًّا تُسرد أحداثه ثم تُطوى صفحته، بل هو معركةٌ بين زمنين: زمنٍ يرفض أن تدفن الرمالُ أحلامَ الوادي والساحل، وزمنٍ يريد أن يبقى الحضارمة غرباء في أرضهم.إنها لحظةُ حسمٍ تُذكِّرنا بأن التاريخ لا يرحم المتفرجين، فإما أن تُمسِك الأجيال بورقة التغيير، أو تُسَلِّم رقابها لـ "سِفْر النسيان".

إما أن تُلهم الأرضُ السماء، أو تكتفي الأرضُ بالبكاء!
هل ينجح الحلف القبلي في تحويل الصرخات إلى خارطة طريق؟ أم سيُختَزَل الحدث إلى "فُلك نوح" يغرق تحت أمطار الوعود الكاذبة؟ التشبيه هنا لا يُجامل؛ فالأرض الحضرمية لم تعد تحتمل مزيدًا من الخطابات المُزيَّفة. ثرواتها – من النفط الذي يُضاء به العالم إلى البحر الذي يُنبِت اللؤلؤ – تشهدُ على ظلمٍ صارخٍ، وكأنما يُقال لأهلها: "اقتاتوا على الفخر بالأجداد، واتركوا الحاضر للصوص الحاضر!"


غدًا، إما أن تُولد حضرموت من جديد كطائر الفينيق، تُحيي مجدها بنار إصرارها، أو تُعلَن وفاتها كأسطورةٍ يُرثى لها في قصائد الشعراء. فاليوم ليس يومَ شعاراتٍ ترفرف ثم تسقط، بل يومٌ يُفتَح فيه بابٌ من نور، أو يُغلَق إلى الأبد.

العالمُ يراقب.. والشمس لن تتوقف عن الدوران، لكن هل ستشرق شمس الحضارمة بعد غدٍ بوجهٍ جديد؟ الجواب يبدأ بخطوةٍ واحدةٍ غدًا: إما أن تُبنى القصور من ركام الماضي، أو تُدفن الكرامة تحت أنقاض التردد. فلننظرْ إلى السماء..هل تُرسل حضرموت بغيتها أم تكتفي بأن تكون نجمةً تتلألأ بعيدًا عن فلك النهضة؟




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.