بقلم: صلاح السقلدي:
الزيارات التي يقوم بها الأخ عيدروس الزبيدي للمحافظات ممتازة وإن تأخرت بعض الوقت. فالانتقالي بالعامين الماضيين أدار ظهره كثيرا لحال الناس، وانغمست عناصر منه و محسوبة عليه بالفوضى والفساد والنهب،( فضلا عن إهمال الجانب السياسي للقضية الجنوبية في غمرة الأحداث الاقليمية)، بالتوازي مع تردي الخدمات وتصاعد مستوى الفقر. كل هذا أصاب سمعة وشعبية الانتقالي بالصميم.
هو بحاجة اليوم لاستعادة ثقة الناس التي توشك هذه الثقة ان تتبخر، ولن يسترد هذه الثقة بسهولة..فلا خطاب منمق و وعود عرقوبية تنفع، فالناس أصابها الملل واليأس من تكرار المكرر ومن استغفالها الى مالا نهاية، بل من خلال جهد وعمل حقيقي على الواقع على كل المجالات، وبالذات الخدمية الضرورية ومراجعة شاملة لحال وضع المجلس وتطهيره من أدران سياسة الاستحواذ ومن سلوك النهب التي توشك أن تتحول الى ثقافة، و ويتخلص من الفسدة هذا إن لم نقل محاسبتهم واستعادة ما نهبوه. فيكفي إلى هنا.
مرة اخرى الزيارات التي يقوم بها الزبيدي مطلوبة واكثر من جيدة ليقف هو شخصيا على أوضاع الناس بالمحافظات، وألّا يركن على تقارير الزيف أو على لجان التدليس التي رسمت له وللمجلس صورة وردية عن أوضاع الناس وكيف يعيشون في ترف وبحبوحة في عهده الميمون !
بقي لو أن هذه الزيارات تقتصر على أصحاب الشأن بالمجلس والسلطات المحلية بالمحافظات بدلا عن جيش جرار من المرافقين وكثافة الأطقم يقضمون الأخضر واليابس دون طائل من رفقتهم سوى التبسم برباطة العنق أمام كاميرات التصوير وشاشات الهواتف.
نتمنى من كل اعماقنا السداد والتوفيق للجميع... فالانتقالي أمام آخر فرصة لينتشل نفسه وينتشل معه وضع الناس البائس قبل لحظة السقوط والتردي، فسقوط نكسة للجميع. فأوضاع الناس في عهده بلغت مبلغا مريعا من العناء و الفقر والضياع بمعيشتهم، وهو المسئول عن ذلك بحكم قبوله شراكة سياسية يلفها الغموض و القتامة مع قوى مخادعة كانت سببا لمأساة الجنوب، وهرول إليها (الشراكة) معصوب العينين،والثمن مكاسب ذاتية وصناعة مجد شخصي.
أما قضية الجنوب السياسية الوطنية فيبدو أنها قد ذهبت في تغريبة طويلة .