11 أبريل, 2025 05:54:22 م
(صوت الشعب) متابعات:
تناولت مجلة "أتلانتيك" الأميركية في مقال حديث لها الوضع الراهن للحرب التي تقودها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد الحوثيين في اليمن، مشيرة إلى غياب استراتيجية واضحة في التعامل مع الجماعة المسلحة التي تواصل تهديد الاستقرار في المنطقة.
وفي مقال للصحفي الأميركي روبرت ورث، تم تسليط الضوء على الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها في اليمن، حيث لا يبدو أن هناك خطة منسقة لإنهاء النزاع. ورث أشار إلى أن الحرب الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين منذ منتصف مارس الماضي، والتي أسفرت عن إطلاق أكثر من 200 مليون دولار من الصواريخ والقنابل، قد لا تؤدي إلى نتائج إيجابية على المدى الطويل. وأكد أن الضربات الجوية رغم تأثيراتها على الآلة الحربية الحوثية، لن تكون كافية لتحقيق النصر النهائي، خاصة وأن الحوثيين يملكون ميزة جغرافية تحميهم في المناطق الجبلية الوعرة.
وقال ورث إن ما يبدو غائبًا في هذه الحملة هو غياب الهجوم البري، الذي وصفه ضروريًا لاستعادة الأراضي من الحوثيين، وهو أمر لم تتضمنه "عملية الفارس الشرس" التي أطلقها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسث، والتي استحضرت بعض أصداء معركة قديمة في الحرب الأميركية الإسبانية، لكن دون النظر إلى التكلفة البشرية والمادية التي تحملتها الولايات المتحدة آنذاك.
وتابع ورث بأن التحرك الأميركي قد يتسبب في تعزيز قوة الحوثيين سياسيًا، خاصة إذا استمروا في الصمود أمام هذه الضغوط. وأضاف أن من الصعب بمكان تحقيق انتصار حاسم ضد الحوثيين بدون توحيد المعارضة اليمنية التي تنقسم إلى ثمانية فصائل مسلحة مدعومة من السعودية والإمارات.
وأضاف الكاتب أن "فضيحة سيغنال" الأخيرة التي كشفت عن محادثات نصية بين مستشارين في إدارة ترامب، تُعد واحدة من الأدلة على التخبط في السياسة الأميركية تجاه الملف اليمني. ورث أشار إلى أن التواصل الدبلوماسي مع الحكومة اليمنية الشرعية والمجموعات المعارضة الحوثيين غير موجود، مما يعكس ضعف التنسيق الأميركي في هذا الصراع المعقد.
ومن جهة أخرى، كان لترامب إصرار على "القضاء التام" على الحوثيين، إلا أن محاولة اغتيال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قد لا تكون كافية لتحقيق هدف الولايات المتحدة النهائي. ورغم محاولات الولايات المتحدة لتوجيه ضربات قاسية للحوثيين، إلا أن الحركة أثبتت قدرتها على التكيف والعودة أقوى بعد كل هزيمة، كما جرى مع مقتل مؤسس الحركة حسين الحوثي في 2004.
ورث أضاف أن الخيارات الدبلوماسية تبدو غائبة بشكل كبير، حيث أن إدارة ترامب لم تسعى لتقوية الحكومة اليمنية الشرعية أو دعم المبادرات الدولية لتحقيق تسوية سياسية، وهو ما يعكس، وفقًا له، فشلًا دبلوماسيًا فادحًا في التعامل مع هذا الصراع طويل الأمد.
وفيما يتعلق بالموقف الدولي، اعتبر ورث أن الحوثيين أصبحوا قوة أكثر تطورًا مما كانوا عليه في الماضي، مشيرًا إلى أنهم حصلوا على تقنيات جديدة مثل خلايا وقود الهيدروجين للطائرات المسيّرة التي تجعلهم أكثر قدرة على إلحاق الأذى بالقوات الأميركية وحلفائها في المنطقة. وتطرق أيضًا إلى تنامي الدعم الدولي للحوثيين، لا سيما من إيران وروسيا والصين، وهو ما يجعل الحرب ضدهم أكثر تعقيدًا.
وفي ختام المقال، أشار ورث إلى أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها مضطرة لمواجهة الحوثيين بشكل مباشر، في ظل استمرار تهديدهم للممرات المائية الحيوية مثل البحر الأحمر. لكنه حذر من أن التصعيد العسكري قد لا يؤدي إلى النتيجة المرجوة، وقد يفضي إلى تعزيز موقف الحوثيين داخليًا ودوليًا.