المدرسة بيئة شديدة الاتساع في استخدام الطرق العلمية والخبرة الموضوعية في العملية التربوية، وتحتل المرتبة الثانية بعد الأسرة معرفياً، تربوياً و رسمياً، وتكمن وظيفتها الأساسية في تنشئة الجيل الصاعد ونقله من كونه طفل متمركز حول ذاته إلى طفل منسجم مع من حوله من الجماعة لتهيئه اجتماعياً أي القدرة على الاندماج.
الملخص:
تهدف هذه الدراسة إلى تقييم دور المدرسة في غرس القيم الاجتماعية لدى الطلاب، ومن أبرز النتائج التي توصلت لها الدراسة الاتي:
ضعف دور المدرسة: أظهرت النتائج أن دور المدرسة في غرس القيم الاجتماعية أقل مما هو متوقع، حيث تأثرت هذه العملية بشكل كبير ب عوامل خارجية مثل الأصدقاء والأسرة والمجتمع.
أبدى الطلاب رغبة كبيرة في المشاركة في الأنشطة المدرسية، مما يشير إلى أهميتها في تنمية القيم.
لوحظ تفاوت في مستوى ممارسة القيم المختلفة بين الطلاب، حيث كانت بعض القيم مثل الطاعة واحترام المعلمين مرتفعة، بينما كانت قيم أخرى مثل الصدق والالتزام بالنظام أقل.
أظهرت الدراسة وجود علاقة إيجابية بين الالتزام بالقيم الأخلاقية والتحصيل الدراسي.
أكدت الدراسة على أهمية دور الأسرة والمجتمع في تشكيل سلوك الطلاب وقيمهم.
وتشمل أهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة ما يلي:
يجب توسيع نطاق مؤسسات التنشئة الاجتماعية وتزويدها بالكفاءات اللازمة لتعزيز القيم الاجتماعية وتكييفها مع التغيرات المعاصرة.
كونها المؤسسة الأساسية للتنشئة الاجتماعية، يجب على الدولة أن تولي اهتمامًا خاصًا بالمدرسة من خلال توفير الدعم اللازم لها وتطوير مناهجها.
ينبغي توفير برامج تدريبية مستمرة للمعلمين لتزويدهم بالمهارات اللازمة لغرس القيم في الطلاب.
يجب تطوير المناهج الدراسية لتشمل قيمًا اجتماعية واضحة وتعالج القضايا المعاصرة التي تواجه الشباب.
المقدمة:
لم يعد خافياً على أحد أن لمؤسسة المدرسة دوراً كبيراً وفعالاً في بناء المجتمعات فيما تقدمه من منظومة متكاملة في تنمية القيم المجتمعية من خلال عمليات وفعاليات متلاحقة المراحل، ووثيقة الارتباط بالأفراد وما تغرسه في النفس الإنسانية من قيم اجتماعية ذات أبعاد علمية وعملية، ذلك لما لها من أثر كبير في سلوك الأفراد والجماعات.
تلعب المدرسة دوراً ذات أهمية في تنمية سلوك الفرد على مواجهة القيم المنحرفة ومقاومتها والموازنة بين مصالح الفرد وحاجاته الشخصية وبين مصالح المجتمع وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. حيث تساعد المجتمع على مواجهة التغيرات التي تحدث فيه من خلال ما تحتويه من مجموعة تكوينية ذات أهداف قيمية تفيد المجتمع وذلك عبر مناهجها المختلفة وباعتبارها المجال الحيوي والأمثل في تشكيل شخصية الفرد منذ الطفولة. ذلك أن القيم المجتمعية فريضة ينبغي الاهتمام بها حيث أنها مسؤولية يتحملها الجميع دون استثناء، تعتمد على أكبر تحد مبرهنة على مدى قدرتنا على تربية أطفالنا تربية سليمة حتى نسمو بهم ونحافظ عليهم من الذوبان فيما يسمى بالعولمة والانسلاخ من الانتماء إلى كيانهم ومجتمعهم.
وعليه كان لابد من التحرك السريع والواعي نحو دراسة موضوع القيم, وبيان أهميتها وكيفية تناولها وتعزيزها والمحافظة عليها في نفوس الأجيال الحالية والمقبلة، إذ إن في المحافظة على القيم العربية والإسلامية محافظة على كينونتنا وخصوصيتنا, وأسباب بقائنا وسعينا نحو استعادة مكانتنا كعرب وكمسلمين في الصف الأول للركب البشري وذلك حقنا ومكاننا الطبيعي( ). - مشكلة البحث:
أصبحت الحياة الاجتماعية في العالم بأسره تشهد تغيراً سريعاً ومتلاحقاً في ظل تطور وسائل التواصل وسرعة الحصول على المعلومة وتفجر ينابيع العلم والمعرفة، حيث كان لوسائل النت أثراً كبيراً في إحداث تغيير لبعض الثقافات الفرعية لأفراد المجتمع بشكل يحاكي الثقافات الأخرى بصورة قد تشوه معها الثقافة الأصلية للمجتمع .وهنا تبرز المشكلة في الدور الذي يقع على عاتق التنشئة المدرسية بما تتضمنه من عمليات تمكن الفرد من اكتساب الثقافة واللغة التي تخص مجتمعه، والمعاني والقيم الذي بها تحكم سلوك الفرد، وسلوك الغير والتنبؤ بمدى تقبل الآخرين لذلك السلوك والتفاعل معه.
لقد لوحظ أن بعض القيم الأخلاقية في إطار المنظومة القيمية قد ضعفت لاسيما في السنوات الأخيرة وحلت محلها قيم جديدة تكاد تعصف بدور المدرسة والمجتمع على حد سواء. وهذه مشكلة اجتماعية كبيرة سوف تكون لها آثار سلبية على ضعف سلوك الفرد. وعلى ذلك فأن الهدف الأساسي لدور التنشئة المدرسية هو توجيه الطلاب وجعلهم مواطنين صالحين يقومون بدورهم الفاعل والايجابي تجاه مجتمعهم.
علاوة على ذلك تصبح المدرسة في هذه المرحلة مهمة للنشء بما تحمله من معلومات لنقل المعارف والثقافات بصورة مبسطة. وهذا معناه أن نشاط مؤسسات التنشئة المدرسية بصورة عامة موجه لبناء وتكوين شخصية الفرد المتماثلة مع قيم واتجاهات وعادات مجتمعه أي أن الفرد يتشرب منظومة قيمة من خلال ما تطلع به من أدوار تلك المؤسسة في ضوء ذلك يتضح مدى الأهمية التي تقع على عاتقها لا سيما في مثل هذه الظروف التي ضعفت فيها منظومة القيم المجتمعية، مما يستدعي دراسة هذه الظاهرة عل نحو كاف يمكن من استخلاص النتائج التي من شأنها تعزيز دور المدرسة في تنمية القيم المجتمعية لدى الأفراد وعلى صعيد المجتمع بصورة عامة.
- أهمية البحث
للدراسة أهميتين أساسيتتن الأولى اجتماعية أو مجتمعية، والثانية أكاديمية ونوضحها تفصيلاً بالآتي:
أ- الأهمية المجتمعية:
1- تنمية الوعي المجتمعي بأهمية تعزيز منظومة القيم المجتمعية.
2- تعزيز دور المدرسة في القيام بواجباتها تجاه النشء الجديد، من خلال تعزيز منظومة القيم التي تهدف إلى جعلهم مواطنين صالحين، في الحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي وزيادة مساهمتهم في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
3- تتناول الظواهر الاجتماعية المتصلة بنية المدرسة بصورة خاصة، حيث تركز على الكشف عن التغيرات التي حدثت في أساليب التنشئة المدرسية بالنسبة للطالب.
4- تسليط الضوء على الفئة التي ترتكز عليها المجتمعات البشرية والتي تجعل من الأبناء هدفاً مستقبلياً، ومشروعا ناجحاً في تدعيم القيم المجتمعية.
ب- الأهمية الأكاديمية:
أن هذه الدراسة سوف تشكل إسهاماً علمياً وأثراً أكاديمياً يضاف إلى تلك الإسهامات العلمية التي تناولت هذا الموضوع من منطلق الأهمية البحثية لموضوع القيم وما يترتب عليه من نتائج ينبغي وضعها في الاعتبار لدى كل المؤسسات والهيئات ذات الصلة المباشرة بعملية التنشئة الاجتماعية المدرسية. وهي خطة على الطريق لمواصلة البحث والقيام بالدراسات المتعلق حول موضوع القيم.
- أهداف البحث
تهدف هذه الدراسة الراهنة إلى الكشف عن الأهداف التالية:
1- التعرف على دور المدرسة بصورة عامة ومدى مساهمتها في تنشئة الأبناء، وتكوين شخصياتهم.
2- الكشف عن مواطن الضعف في عمل ودور المؤسسة التعليمية في محافظة عدن (مكان الدراسة).
3- لفت انتباه مؤسسات التعليم والقائمين عليها. لإعطاء أهمية خاصة لتنشئة الأجيال فمن شأنها تعزيز منظومة القيم المجتمعية وتفعيل دورها في المجتمع.
4- تقديم المقترحات والتوصيات العلمية الهامة وترسيخ القيم عن طريق تعزيز دور المدرسة باعتبارها المؤسسة الرسمية الأولى المساهمة في بناء وتكوين جيل سليم قادر على بناء المجتمع وتطويره.
#لقراءة الدراسة كاملة تجدوها على موقع
صحيفة اليوم الثامن على الرابط التالي:
https://alyoum8.net/posts/94497