26 سبتمبر, 2021 10:43:00 م
تقتضي أخلاقيات المسؤول التمتع بدماثة الأخلاق والتحلي بقيم القناعة والتواضع والقرب وحسن الانصات والإصغاء لنبض الرعية ، وتغليب المصلحة العامة على المآرب الشخصية .ويعتبر الفاروق عمر مثالاً يحتذى في العدل غير أنه لم يسلم من خنجر المتربصين به حتى أردوه قتيلا بعدما أعز الله به الاسلام و أعز الفاروق بالإسلام .
فعندما حل وفد من الفرس يبحثون عن قصور خليفة المسلمين عمر معتقدين أنهم سيرون الجنان ، وسيجدونه وقد أعد له متكأ بين رذاذ الماء المتطاير من الشلالات محاطا بالخدم والحشم ، متمترساً بين الحراس والجنود ، فإذا برجل من العامة يشير له أن الرجل المتمدد تحت ظل الشجرة هو أمير المؤمنين ، الذي وصل صليل سيفه إلى أبعد مدى .يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم في هذا الصدد:
وعهده بملوك الفرس أن لـــــــــها سورا من الجند والأحراس يحميها
راّه مستغرقا في نومه …. فرأى فيه الجلالة في أسمى…. معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا ببردة كاد طول الدهر…. يبليها
والقصص عديدة والأثر مليء بالنوادر التي تحكي عن عدل عمر وخروجه في قلب الليل البهيم باحثاً عن شيخ يئن من فرط التعاسة أو رضيع يئس من ثدي أمه الأعجف، أو أرملة افترشت الثرى والتحفت خواء السماء ذات برد قارس أو شتاء عاصف. فما كان من عمر إلا أن نام تحت الدوح مرتاح البال .!
• وأجدني اليوم أهمس في آذان كل وزير ومسؤل وسفير على كرسي المسؤولية من منكم أخذ العبرة من الفاروق ؟
من منكم بات ليلته مرتاح البال قرير العين وقد قام بما يمليه عليه ضميره ، فأعطى للأرملة حقها فقفلت راجعة بعد إذراف الدمع بابتسامة عريضة وقد استعادت الأمل في الحياة؟
من منكم مسح دمعة اليتيم بعدما أحس بالوحدة بين الذئاب البشرية؟
من منكم التفت إلى ذلك العجوز القابع في إحدى أركان الشارع يقاوم شراسة الشتاء بجلد أعزل ؟
من منكم اشترى لحافاً صوفياً وغطى به جسداً مهملاً منسياً، حفرت فيه الحياة أودية وأخاديد ؟
من منكم سعى للافراج عن معتقل او مخطوف ؟
من منكم قام زار الجرحى والمرضى وقدم كل احتياجاتهم؟
أم أن الجشع والطمع أنساكم إنسانيتكم فدبت القسوة فيكم وماتت الآدمية في دواخلكم؟
من منكم ذاق مرارة الحرمان وشرب من كأس التعاسة حتى الثمالة؟
من منكم غازله الفقر واغتصبه العوز فاحتلا وجدانه واستعمرا لب تفكيره؟
من منكم ذاق حنظلية الجوع ومعدته تتلوى جوعاً فطاف وحام على كسرة خبز فنهرته الأيادي الخشنة، وتجاهلته القلوب القاسية وتنكرت له الضمائر الميتة؟
من منكم اهتم بحالات المغتربين في انحاء العالم وقد ذاقوا الذل والاهانه والانكسار؟
هل اتاكم اخبار المغتربين المعتقلين في السجون وهم يصرخون غربه الوطن والاهل والعذاب؟
هل سمعتم عن العوائل اليمنيه في الغربه وهم في صراخ الوجع والالم وقد افتقدوا عائلهم واثقلتهم القرارات والرسوم والصد والمنع.
يا ايها القائمين والمسؤولين لشؤؤن المغتربين ليست اللقاءات والندوات والإتصالات كافيه .
هل تعلموا ان شعبكم يموت من الجوع والفقر والمرض
انتم منافقون كاذبون لم نسمع ان مسؤل في الخارجيه او المغتربين او السفاره قد أوجد حلولا" لصالح المغتربين في بلدان اغترابهم او سعى لاجل حل مشاكلهم وتخفيف معاناتهم.
اصبحت سفارات بلدنا وكرا" للفساد والعبث والمختصين مجرد أدوات توصيل وسمسره .
أيها المسؤولون ، من منكم تسلح بالقناعة والاخلاص و حب الوطن فعاش ومات عاشقاً لترابه وشعبه
فماذا بعد أيها المسؤولون الفاسدون ؟
ألا تخجلون من استغلال مواقعكم ونفوذكم في نهب المال العام وظلم الناس بأقنعة مزيفه تدعون خلفها بالطهارة والأمانة و أنتم بعيدون كل البعد عن ذلك !
ألم تشبع بطونكم من المال الحرام والفعل الحرام ؟ فبأي وجه ستقابلون ملك الملوك العدل الحق ؟ وماذا ستقولون يوم لا ينفع مالاً ولا بنون ؟
هل ستجدون متحدثون رسميون يبررون أعمالكم المشينة من ظلم وفساد ونهب وخلافه كما كنتم في السابق ؟
هل ستجدون اقلام مأجورة تنافق وتتطبل لكم وتلمع وتبرر افعالكم؟
كلوا ما شئتم واظلموا كيفما تريدون فوالله أن خلفكم قبر مظلم وحساباً عسير
لا سلام لكم ولا رحمه