07 أبريل, 2025 03:56:25 م
كتب/ علي المسقعي:
خلّف مقتل الشاب سالم الزامكي ، رحمه الله ، صدمة كبيرة في أوساط المجتمع العدني ، إذ هزّت هذه الجريمة البشعة وجدان المدينة وأثارت حالة من الحزن والغضب ، خاصة وأن مرتكبيها مجموعة من الشباب في مقتبل العمر ، ما يعكس واقعًا مؤلمًا تعيشه البلاد في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية واستمرار الحرب .
ورغم أن الجريمة قوبلت بإدانة مجتمعية واسعة من أبناء عدن والجنوب عمومًا، إلا أن البعض استغل الحادثة لتصفية حسابات شخصية وسياسية ، محاولًا ربط الجريمة بأشخاص لا علاقة لهم بها ، في محاولة مكشوفة لإثارة الفتنة وزيادة الاحتقان .
وقد طالت هذه الاتهامات شخصيات معروفة بمواقفها الوطنية ، في مقدمتهم الأخ أمجد الحسيني ، الذي قام بدوره الإنساني والأخلاقي والديني ، حين بادر بتسليم الجاني إلى الجهات الأمنية فور وقوع الجريمة ، حرصًا منه على تطبيق القانون وإنصاف الضحية وذويه .
ولم يكن هذا الموقف مفاجئًا من الحسيني ، الذي عُرف منذ شبابه بأخلاقه العالية وحرصه على أداء واجبه ، سواء كمواطن مسؤول أو كقيادي في السلطة المحلية بالعاصمة عدن .
إلا أن الحملة المغرضة التي تعرض لها لاحقًا ، تكشف مدى الانحدار الأخلاقي لبعض الأصوات التي آثرت الهجوم عليه لمجرد صلة القربى ، متناسية دوره المشرف في تسليم الجاني للعدالة.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة ، يدعو كثير من أبناء عدن إلى تحكيم العقل ، والابتعاد عن التسييس والتشهير ، والتركيز بدلًا من ذلك على معالجة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى تفشي الجريمة في أوساط الشباب ، وأهمها الفقر ، والبطالة ، وغياب الوعي ، وغياب مؤسسات الدولة الرادعة .
ختامًا ، نترحم على روح الشاب سالم الزامكي ، ونسأل الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ، وأن يجزي كل من سعى إلى إنصافه خير الجزاء ، كما نؤكد ثقتنا في أن العدالة ستأخذ مجراها ، وأن أبناء عدن أوعى من أن تنطلي عليهم محاولات التشويه والمزايدة .