07 أبريل, 2025 10:11:57 م
(صوت الشعب) متابعات:
كشفت مصادر دبلوماسية إقليمية ومحللون عن ترتيبات جارية لشن عملية برية تستهدف مليشيا الحوثي من جهتي الجنوب والشرق، بالإضافة إلى الساحل الغربي، في خطوة تهدف إلى ردع الجماعة ووقف تهديداتها للملاحة في البحر الأحمر.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن هذه المصادر أن العملية البرية وحدها تُعد السبيل الوحيد لإنهاء سيطرة الحوثيين على العاصمة المحتلة صنعاء، والميناء الاستراتيجي الحديدة، ومعظم شمال البلاد.
كما أوردت الشبكة أن الهجوم المزمع قد يتضمن دعمًا بحريًا مشتركًا من السعودية والولايات المتحدة، في مسعى لاستعادة السيطرة على ميناء الحديدة.
لكن وفقًا للمحللين، من غير المتوقع أن تشارك الولايات المتحدة بقوات برية على نطاق واسع، باستثناء عدد محدود من قوات العمليات الخاصة التي ستُساهم في توجيه الضربات الجوية.
وفي حديثه لـ"سي إن إن"، قال مايكل نايتس، الزميل البارز في معهد واشنطن، إن الحوثيين على ما يبدو فقدوا قدرًا كبيرًا من قدراتهم في تصنيع الطائرات المسيّرة، كما أن هناك تحسنًا ملحوظًا في اعتراض شحنات الإمداد القادمة عبر البحر وعُمان، ما جعلهم في وضع غير مريح.
وأشار نايتس إلى أن الحوثيين يتمتعون بقدرة تحمل فائقة، لكن إذا قررت إدارة ترامب إنهاء التهديد الحوثي بالكامل، فستضطر في النهاية إلى تنفيذ هجوم بري. وأضاف أن الحوثيين حركة شديدة العدوانية، ولن يتم القضاء عليهم إلا من خلال إخراجهم من صنعاء وساحل البحر الأحمر.
وأوضح نايتس أن الحوثيين يواجهون جيوشًا متقدمة منذ سنوات، ويتمتعون بخلفية أيديولوجية وقتالية قبلية قوية، خصوصًا في شمال اليمن.
وتقاتل جماعة الحوثي من أجل السيطرة على اليمن في مواجهة الحكومة المعترف بها دوليًا والمدعومة بشكل رئيسي من الإمارات، والتي تسيطر على مناطق في الجنوب. ورغم جاهزية قوات هذه الحكومة من حيث التدريب والتجهيز، إلا أن الشكوك تظل قائمة حول مدى تماسكها.
ويرى نايتس أن على الولايات المتحدة أن تطمئن السعودية بنفس النهج الذي اتبعته لحماية إسرائيل في 2024 من الهجمات الإيرانية.
ويؤكد نايتس أن الحوثيين لا يبدون استعدادًا للتفاوض إلا حينما يواجهون تهديدًا حقيقيًا على الأرض يتمثل في خسارة مناطق نفوذهم وسكانها ومنافذهم البحرية، كما حدث لفترة قصيرة عام 2017 حينما اقتربت القوات المدعومة إماراتيًا من قطعهم عن البحر الأحمر، مصدرهم الرئيسي للإمدادات والدخل.
ووفقًا لتحقيق أجرته منظمة أبحاث التسلح في النزاعات (CAR)، فإن الحوثيين يعتمدون على شبكة تهريب متطورة لإدخال مكونات الصواريخ ومعدات الطائرات المسيّرة، حيث تم العثور على أجزاء محظورة مخبأة ضمن شحنات بحرية خلال العام الماضي.
وبحسب كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، أحمد ناجي، فإن الغموض الذي يكتنف قيادة الحوثيين وبنيتهم الداخلية يعرقل الفهم الغربي العميق لحركتهم، ويخلق ثغرات استخباراتية متكررة.
وفي تصريحاته لشبكة "سي إن إن"، قال ناجي إن مدى واقعية تنفيذ العملية لا يزال غير واضح، مشيرًا إلى أن العقد الماضي شهد نتائج متباينة في هذا الصراع.
وتتيح المعدات المُهرّبة للحوثيين تطوير طائرات مسيّرة بقدرات أكبر، من حيث الحمولة والمدى، ما يزيد من خطورة التهديد الذي يشكلونه، حسب تقرير منظمة CAR.
وذكر نايتس أن الدعم الأمريكي المحتمل قد يشمل تقديم ذخائر حيوية وخدمات لوجستية، في حين تواصل الإمارات دعم الحكومة اليمنية، لا سيما في عدن، بشكل غير معلن.
ويرجح نايتس أن السعودية تخشى من رد حوثي باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى تستهدف منشآتها الحيوية، لكن واشنطن قامت بتسريع تسليم أنظمة الدفاع الصاروخي للرياض مؤخرًا.
ويعتقد أن الفترة القريبة المقبلة قد تمثل اختبارًا حاسمًا لقدرة الحوثيين على الصمود في وجه هذه العملية المرتقبة.
من جانبها، تساءلت إليزابيث كيندال، خبيرة الشؤون اليمنية، عن الأهداف النهائية للحملة الأمريكية، مشيرة إلى أن الحوثيين صمدوا أمام آلاف الضربات الجوية خلال السنوات الماضية، مما يثير الشكوك حول جدوى تلك الغارات التي قد تُعد مجرد رسالة استعراضية للعالم.