ملفـات وتقـاريـر

07 أبريل, 2025 08:27:33 م
كتب/ د. الخضر عبدالله:
الدكتور مختار الخضر عبدالله الرباش الهيثمي، من مديرية مودية محافظة أبين، شاب يافع درس التفسير وعلوم القرآن والقراءات العشرة في مقتبل العمر، وأكمل حفظ القرآن في سن الخامسة عشرة، وفاز بالمركز الأول بمسابقة القراءات على مستوى محافظة أبين ثم بالمركز الأول على محافظات عدن وأبين ولحج ثم بالمركز الأول على مستوى الجمهورية، وأشرف على العديد من مسابقات تحفيظ القرآن للشباب، والذي أكمل دراسته الجامعية وحصل على الماجستير في تخصصه، متوجا مسيرته العلمية بالحصول على درجة الدكتوراه وهو في سن الثلاثين، أصبح اليوم المسؤول التنفيذي عن تفويج حجاج اليمن بوظيفة وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الحج والعمرة.

الرباش مطلوب للحوثيين

من على مقاعد الدراسة والتحصيل المعرفي خرج بأعلى الشهادات العلمية، وعندما دعاه واجب الدفاع عن الدين والوطن والشعب والعقيدة، خاض ملحمة الحرب ومن بين دخان المعارك خرج بأكاليل النصر، وأصبح الدكتور الرباش قائد المقاومة في منطقة المنصورة عام 2015 بعدن والذي وضعته ميليشيات الحوثي على رأس قائمة المطلوبين أسيرا أو قتيلا، بعد الانتصارات الحاسمة التي حققها المقاومون بقيادته في ملحمة خط التسعين والستين ومنطقة البساتين شمال المنصورة.

وحول هذه الملحمة قال (الرباش): "إن هذه الذكرى، التي تصادف ليلة السابع والعشرين من رمضان لعام 1436هـ، الموافق 14 يوليو 2015م، تعيد إلى الأذهان الملحمة البطولية التي سطرها أبناء عدن، في مواجهة المليشيات الحوثية التي اجتاحت المدينة بأسلحة الدولة التي استولت عليها من مخازن وزارة الدفاع. وأشار إلى أنه أدرك قيمة نضال شباب وشيوخ ونساء عدن من خلال دوره ضمن القادة العسكريين الذين تصدوا لهذا العدوان، وأسهموا في استعادة عدن من قبضة المليشيات التي سعت إلى فرض أجندتها الطائفية.

وقال أيضاً إن هذا النصر نقطة تحول تاريخية في مسار اليمن، حيث أثبت أبناء عدن والجنوب قدرتهم على مواجهة المشاريع الخارجية والتصدي لمخططات الهيمنة، موضحًا أن معركة التحرير رسالة واضحة بأن اليمنيين لن يسمحوا بطمس هويتهم الوطنية والعربية، مهما كانت التحديات.

وشدد الرباش على أن هذا النصر لم يكن ليتحقق لولا عون الله أولًا، ثم التضحيات الجسيمة التي قدمها الشهداء وأبطال المقاومة، داعيًا إلى الحفاظ على مكتسبات التحرير، وتعزيز الأمن والاستقرار في عدن، والتصدي لكل المحاولات التي تسعى إلى زعزعة المدينة أو إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

كما ثمّن الدور المحوري الذي قامت به المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في دعم المقاومة الجنوبية، مشيرًا إلى أن اختلاط دماء الأشقاء بدماء أبناء عدن كان دليلًا على التلاحم العربي في مواجهة المخاطر المحدقة باليمن والمنطقة.

فساد الحكومة ونزاهة (الرباش)

خلال العشر السنوات من انهيار الدولة اختفت كثير من الوجوه النزيهة إما اختيارا أو جبرا وتصدر المشهد وجوه بعضها قديم وبعضها مستجد لكن جمع بينها انتماءها إلى زمرة الفاسدين والنصابين والأفاقين وتجار الحروب.

وإذا كان لكل قاعدة استثناء، كما يقال، فالأكيد أن الدكتور (الرباش) واحد من هذه الاستثناءات، وعندما يظهر في زمن الانهيار من ينتمي إلى زمن الرفعة والسمو فقد وجب الإشارة إليهم والإشادة بهم ففي زمن الانهيار يصبح النموذج والقدوة هما الدليل والمرشد.

ونحن لا نقول هذا اعتباطا أو اعتمادا على السماع بل بالمخالطة والمشاهدة والملاحظة التي كشفت لنا عن نوعية متميزة من الرجال الذين لا ينتمون إلى هذا الزمن المزيف بل إلى أزمان الشهامة والفروسية وعزة النفس والترفع عن الصغائر.

(الرباش) والتعامل الحسن

لم يتسن لي الجلوس مع الدكتور(الرباش) كثيراً، إلا ما نزر كحوار صحفي، أو بعض اللقاءات القصير، لكن خبرتنا في التعامل معه أظهرت لنا كثير من الميزات التي يتمتع بها لكن هناك ميزات ثلاث تكاد أن تطغى على سواها:

الأولى: تواضع العالِم في التعامل مع الصغير والكبير.

الثانية: صلابة المقاوم في الانحياز للحق للانتصار له.

الثالثة: نزاهة الزاهد في بعده عن مواطن الشبهات خصوصا فيما يتعلق بالمال العام.

رجال مفتاح الأمل

التاريخ يعلمنا أنه في زمن انهيار المجتمعات يكون وجود أمثال هؤلاء الرجال هو مفتاح الأمل، يسقط كثيرون ولكن ليس الجميع وسقوط الرجال خيارا وليس قدرا، ويحتفظ القليل بأياديهم نظيفة وهاماتهم مرفوعة وهؤلاء هم من يضع القدر على كواهلهم مهمة النهوض بوطنهم من جديد.

(الرباش) يبرئ ذمته أمام الله

من الشجاعة التي اكتسبها (الرباش) في قوله للحق لا يخاف في الله لومة لائم، ومما قاله ودعا إليه أنه في عام 2018م دعا حكومة الشرعية والتحالف العربي في رسالة له نشرت على منصة وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية وقال فيها :"بدايةً فإنني كمواطن يمني وقيادي بالمقاومة الجنوبية وكوكيل وزارة أُبرئ ذمتي أمام الله وأمام ولاة الأمر وأمام الناس في قول كلمة الحق دون تهييج أو تطبيل وتزلُّف، فمن العيب أن نبقى صامتين ونحن رجال دولة ونعجز عن تقديم شيءٍ لشعبنا الذي يموت قَتْلاً وجوعاً وقهْراً وفقْراً، ومن العيب على دول عربية وعالمية ينظرون لشعبٍ عظيم قدّم تضحيات كبيرة ومازال يُقدِّم في نصرة دينه وحريته وقضيته وقضايا أمته العربية والإسلامية ولم يحركوا ساكناً للأخذ بيده من شبح المصائب والجوع، فسأقول كلمات لعلَّ الله أن ينفع بها، وأُطالب فيها بأهم مطالب شعبي وناسي، وأنا واحد منهم، لتفويت الفرصة على المتربصين والانقلابيين، وأقترح الآتي:

١. سرعة إجراء تغيير حكومي، وتشكيل حكومة طوارئ ذات كفاءة ونزاهة وخبرة وشعور بالمسئولية والوطنية وغير حزبية، وتعمل من المناطق المحررة وتهتم بالأمور الخدماتية للمواطنين كالكهرباء والماء والصحة وإعادة الإعمار والقضاء على انهيار العملة.

٢. الدعم القوي لتثبيت الأمن في المناطق المحررة وتفعيل دور الأجهزة الأمنية والعسكرية وأن تعمل وفق القانون، فبالأمن يأتي الرخاء ويقوى الاقتصاد.

٣. في كل ما سبق يجب تفعيل وتوسيع دور الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وإعطاءهم صلاحيات واسعة على كل وزارة وهيئة وإدارة بالحكومة للقضاء على الفساد وكشف المتلاعبين وإقالة الفاسدين أولاً بأول.

٤. نقول للإخوة الأعزاء في التحالف... بدأنا وإياكم معاً لدحر المشروع الفارسي كشركاء، ولم ننسَ المعروف في أحلك الظروف، ومازلنا على العهد، فالدم الدم والهدم الهدم، وقد اختلطت الدماء الطاهرة لشهدائنا وشهدائكم الأبرار، فإنه بأيديكم الكثير لإنقاذ الشعب اليمني الذي يموت جوعاً مهما كانت المبررات والأسباب، فبادروا فإن التأخير لا يصبُّ في مصلحة أحد.

٥. وأخيراً أدعو فخامة الوالد الرئيس -حفظه الله- بأن يعزم ويتوكل على الله في العمل على مصلحة الشعب بما سبق ذكره، والعمل على تصحيح الشراكة مع التحالف بكل وضوح وشفافية".


(الرباش) الوكيل المحنك

ساهم (الرباش) في النهوض بالمدينة على وجه الخصوص والوطن بصفة عامة، فقد أثرى تواجده في وزارة الأوقاف من تطوير البنية في الدوائر الخدمية للوزارة في شتى المجالات وحسب الامكانيات المتاحة.

فالظروف المعقدة التي تلت مرحلة الحرب كانت صعبة وكانت البلد بحاجة إلى شخصية جادة وحازمة ولديها رؤية استشرافية للمستقبل وكان الدكتور (الرباش) خير من يحمل هذا العبء الثقيل في هذه المرحلة، فنال ثقة القيادة السياسية العليا للدولة، وكلف بمنصبه وكيل قطاع الحج والعمرة في وزارة الأوقاف والإرشاد، وظل يعمل بكل جهد لخدمة وطنه ومدينته عدن.

(الرباش) بين الإرث التاريخي والحداثة المعاصرة

عرف (الرباش) بالشخصية المستنيرة والتوّاقة للتحديث للمفاهيم بما يتناسب مع العادات والتقاليد الاجتماعية وإيجاد توافق بين الإرث التاريخي للأمة والحداثة المعاصرة التي يقودها العلم.

فمدينة عدن اليوم مدينة امتزجت فيها الحداثة بالأصالة على يد أبنائها رواد النهضة الحديثة، وتظل هذه المدينة تفتخر بأبنائها الذين يحرسونها ويحمونها بالسيف والعلم والمعرفة وتؤمن بهم وتمنحهم ثقتها.




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.