كتابات وآراء


16 ديسمبر, 2021 12:47:00 ص

كُتب بواسطة : غمدان أبو أصبع - ارشيف الكاتب



فرضت الأحداث الدامية التي تشهدها اليمن نمط جديد لدى المثقف اليمني في ظل حرب ادواتها يمنيين بتمويل اجنبي وعربي ليجد المثقف اليمني نفسه رهينة للحرب يعمل وفق مصالحه الخاصة بعيداً عن قناعته متخذا من الثقافة وسيلة لتبرير جريمة الطرف الذي يعمل لصالحه سواء بدوافع مناطقية او قبيلة او في إطار شراء الذمم واستمالته بالمال او بالمناصب

الكثير من المثقفين يكتبون بشكل مغاير للحقيقة لتجد بين سطور كتابتهم مبررات محكومة بنمط الدور المناط به ما يجعل منه مثقف يعمل في افق ضيق محصور بجوهر الصراع ليجد نفسه مشارك بالحرب بعلم أو بدون علم فالحرب الهمجية التي بنت خطواتها على تغذية ثقافة الكراهية تمكنت من تكريس الهويات المحلية لتشكل ضبابية كبير على رؤية المثقف الذي بات محصور ضمن تلك المشاريع المستوردة باحثا عن مساحة تمكنه من لعب دور مع الأطراف المتصارعة .

فكثير من مثقفي اليسار انحرفت بوصلتهم كما انحرفت بوصلة مثقفي السلطة والباحثين عن الثروة والمناصب لتجد تغير الطرح بين ليلة وعشية ما يجعل المتابع لما يكتبه المثقف اليمني غير معيارية ينقصها المصداقية والتشخيص الدقيق لجوهر الأحداث مكتفي بالبحث عن التبرير لما يحدث دون الالتفات إلى حقيقة المشكلة التي أنتجت الحرب فجل اهتماما المثقف الاحتفاظ بالولاء لطرف بات يرى مستقبله السياسي مرتهن بنجاحه دون اي تفكير بحجم الأضرار الكارثية على البنية الاجتماعية.

المثقف اليمني يعيش واقع أشبه ما يقال عنه بالانتهازي الباحث عن تغيب الشارع عن معرفة الحقيقة ولعل ما استمعت إليه بالاونة الاخيرة لعدد من المثقفين ممن كانت الوطنية تصدح من بين شفتيهم جعلني ادرك حجم الاسفاف والمبالغات والغوص بعيدا عن مسببات الحرب التي تبدو طائفية سلالية وفي اماكن اخرى مناطقية بينما الحقيقة هي حرب دوافعها سياسية وضع معالمها المجتمع الدولي بين قوسين الغرب في سعي بات واضح لتنفيذ خريطة سياسية تستهدف المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص .

لتغيب عنها الابعاد الإقليمية والدولية التي هي مصدر تغذية الاقتتال الداخلي عن المثقف اليمني رغم اعلان العالم اعترافه بشرعية الرئيس هادي واعلان مليشيات الحوثي جماعة متمردة خارجة عن القانون بينما تختلف تلك القوى بتعاملها مع المليشيات التي من المفترض القضاء عليها وليس دعمها وحمايتها من الزوال فالامريكان والانجليز يستخدم الحوثية مبرر لإغراق اليمن في ظلمات الدمار ليتسنى لهم تنفيذ مخططه بسلاسة مستفيد من حجم الفجوة التي تتسع كل يوم مع استمرار الحرب ..

سبع سنوات كانت كفيلة بظهور نخبة وطنية تحركها مصالح الشعب بعيدا عن الارتهان لأن الواقع كان مخيب ليستمر قوى ثالثة رافضة لحجم العبث بمستقبل البلاد ورفض الاملاءات الدولية والإقليمية الهادفة بمزيد من الدمار لوطن أثبتت نخبه السياسية والمثقفة انهم طاليي الله على حساب وطنهم وهذا ما بات محزن فالمثقف اليساري كل همه تحميل النظام السابق ومثقفي النظام السابق كل همهم تحميل احداث 2011 ولم تجد بينهم من ينظر للحاضر ويتحرك وفق قناعة بإنقاذ ما تبقى لهذا الشعب من بصيص امل يخرجه من النفق المظلم الذي يعيشه.