ملفـات وتقـاريـر

29 أبريل, 2025 03:09:36 ص
كتب/ نادر نوشاد خان:
يمثل التعليم الركيزة الأساسية لبناء الدول ونهضتها الحضارية وأي تدهور في هذا القطاع الحيوي يعني تهديدًا مباشرًا لمستقبل الأجيال القادمة وضياعًا تدريجيًا لمقومات الدولة في هذا السياق تبرز معاناة المعلم، الذي يُفترض أن يكون صانع الأمل ومهندس المستقبل لكنه بات اليوم يرفع صوته مناشدًا صرف راتبه ومستحقاته في ظل أوضاع سياسية وإدارية مضطربة .

في مشهد مؤسف أصبحت صور المعلمين وهم يطالبون بحقوقهم المادية مشهدًا متكررًا حيث يعاني الآلاف منهم من تأخر صرف الرواتب والمكافآت وسط تجاهل شبه تام من الجهات الرسمية الأسوأ أن الحكومة التي يفترض أن تتولى مسؤولياتها الوطنية تعمل عن بُعد وتباشر أعمالها من العاصمة السعودية الرياض مما زاد الفجوة بين صناع القرار وواقع المعلم الميداني .

يؤكد عدد من المعلمين الذين تحدثنا إليهم أن هذه الأزمة لا تتوقف عند تأخر الرواتب فقط بل تمتد لتشمل غياب أبسط مقومات البيئة التعليمية من وسائل تعليمية ومناهج محدثة وبرامج تدريبية كفيلة بتطوير قدراتهم ويشدد هؤلاء على أن الإستمرار في تهميش دور المعلم وحرمانه من حقوقه يفتح الباب واسعًا أمام إنهيار شامل للمنظومة التعليمية .

ويحذر خبراء التربية من أن ضرب التعليم في مقتل لا يعني فقط ضعف التحصيل العلمي لدى الطلاب بل يؤسس لمستقبل تملؤه البطالة والفقر والتطرف وهو ما يجعل الحفاظ على كرامة المعلم وتوفير بيئة تعليمية مستقرة ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل .

ختامًا يظل صوت المعلم صدىً لصرخة وطن يحتاج إلى من ينقذه من الأنحدار فالتعليم ليس مجرد قطاع خدمي بل هو صمام أمان للدولة وضمانة حقيقية لاستمرارها قوية ومتماسكة أمام التحديات




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.