ملفـات وتقـاريـر

18 أبريل, 2025 03:42:09 م
كتب/ المهندس علي المصعبي:
أعترف بتقصيري عن كتابة ما يلامس حياة الناس البسطاء، فقد توقفت عن كتابة ذلك فترة ليست بالبسيطة، ربما أعزي هذا التقصير إلى الانشغال التام بالعمل السياسي الوطني الجنوبي، ولكن أستوقفني هذا العيد المبارك بعد قضاء مجمل شهر رمضان في العاصمة الحبيبة عدن، والعودة إلى مديريات بيحان لقضاء ما تبقى من الخواتيم الأخيرة والعيد المبارك.

حاولت في إجازتي تلك أن أعوّض ما شابني من تقصير الزيارات واللقاءات في عدة أماكن ومواقع وشخصيات في مديرية الصمود عين بيحان شبوة.

وبلا شك لم تكن تلك الإجازة كافية، لكن ربما سأستكمل ما تبقى من لقاءات وزيارات في أعياد وإجازات أخرى.

مديرية عين كانت تُعرف بمركز الصمود، الواقعة على تخوم الحدود بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، مع فارق أن ضفتها الأخرى هي المدينة الحالمة المكلومة على مر التاريخ، هي حريب بيحان التي لم تستطع التخلص من لعنة الانتماء والارتباط الديموغرافي بمجتمع بيحان شبوة، فلم تنل حقها من اهتمام كمديرية شمالية، ولم تعد إلى حاضنتها كمديرية جنوبية الجذور، يفصل حريب عن مديرية عين فقط جسر معلق لا يتعدى طوله عشرات الأمتار.

أتاني اتصال من صديق عزيز طال انتظار اللقاء به، يلح بضرورة الحضور لديه لوليمة مقتضبة، حد قوله، وبعدها للقيلولة والحديث حول ما يشغل فكرنا وهمنا الوطني في شبوة والجنوب عموماً.

سعدت كثيراً بزيارتي للدكتور المتواضع الأصيل سالم الصادر، مدير عام مديرية عين، وسعدت أكثر عندما كان في استقبالنا لديه الأديب المناضل مسعد علي حشوان والمناضل خالد عوير وعبدالاله جبان، وعدد من كوادر آل الصادر الشباب.

كان الغداء رائعاً عكس كرم أرض وبشر لا منافس لها في ذلك الكرم ورحابة الصدر، وبعد ذلك كان محور الحديث هو مديرية عين بين الطموح وغياب الدولة.

الدكتور سالم الصادر رجل عملي، يحمل فلسفة خاصة به فريدة في التعاطي والفهم والمجاراة لكل ما حوله كمدير عام، بما يعزز توظيفه لكل المؤثرات خدمه لمديرية عين وبتطلع توّاق لإنجازات في زمن اللادولة، العامل المحبط لغير الدكتور سالم الصادر.

مديرية عين شابتها مراحل عدة وسلسلة من الصراعات التي تم تغذيتها من قبل أعمدة حرب صيف 94م، جعلها من المديريات التي لم تشهد أي نوع من أنواع الاستقرار رغم أهميتها، فهي على تخوم آبار النفط وأيضاً تعد من أبرز أودية شبوة بيحان الخصيبة المنتجة للزراعة.

لذلك، كانت فترة الدكتور سالم الصادر من أعقد مراحل إدارة مديرية عين، لا تبتعد كثيراً عن تعقيدات المراحل السابقة ممن سبقوه على إدارة المديرية من كفاءات مديرية عين.

تخطي حدود العجز ليس مستحيلاً، وبلا شك أنه مهمة صعبة، في ظل مديرية تحتاج إلى مارشال في بنيتها التحتية شاملة في كل قطاع الخدمات، وأيضاً الاهتمام النوعي بتشجيع الزراعة المصدر الأساسي لأبناء المديرية، وهو طموح مشروع يحتاج إلى تكاتف كل أبناء مديرية عين، ويبدأ ذلك برمي كل مخلفات المراحل السابقة وصراعاتها، مع تعاون كل الأصوات المهمة في الدولة ممن ينتمون إلى تلك المديرية الأصلية العريقة. ومع ذلك كان للصادر حضور مميز وإنجازات في ظل اللادولة، تعد مشجعة لكنها لا تلبي مستوى طموحه وقدراته.

وفي ختام هذا المقال، أقول للجميع إن يداً واحدة لا تصفق، وليكبر طموح أبناء مديرية عين إلى مستوى طموح الدكتور سالم الصادر، والعمل معاً، وحينها أعتقد أن حاجز الصعوبات الذي ظن البعض أنه مستحيل سيتحطم، لنرى بنية تحتية خدمية وأيضاً زراعية شاملة لنهضة تستحقها مديرية عين، ومجتمعها الأصيل الكريم، وإنا معهم لعاملون.

*أمين عام حزب جبهة التحرير




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.