17 أبريل, 2025 08:07:25 م
مأرب (صوت الشعب) عبدالله العطار:
أقيمت اليوم في مدينة مأرب ندوة سياسية حول "الخيارات العسكرية تجاه جماعة الحوثي الإرهابية.. الأبعاد والفرص"، نظمها المنتدى السياسي العربي، بمشاركة عدد من القيادات العسكرية والمحللين السياسيين والأكاديميين وقيادات حزبية.
ناقشت الندوة ثلاثة محاور رئيسة،...حيث استعرض العميد ماجد الجبلي، في المحور الأول (الضربات الأمريكية على جماعة الحوثي:الأبعاد والنتائج)، متناولاً أبعادها السياسية والعسكرية، والنتائج المترتبة عليها، معتبراً أنها رسالة دولية واضحة برفض تهديد الملاحة الدولية، رغم محدودية تأثيرها العسكري المباشر.
كما تناول الجبلي الأسباب والدوافع الأمريكية للضربات، وأهدافها الاستراتيجية، وتقييمًا لنتائجها وتأثيرها على القدرات العسكرية والاقتصادية للحوثيين، بالإضافة إلى تأثيرها السياسي والعسكري للجماعة والجبهات القتالية واستغلال قوى دولية للميليشيات الإرهابية لتنفيذ أجنداتها بالوكالة، وتطور القدرات العسكرية للحوثيين بدعم إيراني، واستخدامهم لتهديد الملاحة الدولية.
كما لفت إلى تحالفات الحوثيين المشبوهة وتبنيهم أجندات خارجية، مؤكدًا أن الضربات الأمريكية جاءت ردًا على تهديدات الملاحة واستهداف الحلفاء والمصالح الأمريكية، بهدف تدمير قدرات الحوثيين وشل قدرانهم وتقويض تهديداتهم للأمن الإقليمي والدولي،منوها بقرب نهاية الحوثيين واستعداد اليمن للتحرير.
أما المحور الثاني، فقد تطرق فيه الدكتور ذياب الدبأ، إلى (احتمالات تدخل عسكري بري أجنبي في اليمن)، مشيرا إلى أن هذا الخيار لا يزال قائما ضمن سيناريوهات المواجهة، لكنه محفوف بتعقيدات ميدانية وسياسية تتطلب تنسيقاً عالياً.
وتناول الدبأ مختلف السيناريوهات المحتملة لتدخل بري أجنبي في اليمن، سواء كان محدود النطاق او واسع ، مع تسليط الضوء على الدوافع الكامنة وراء هذه الاحتمالات، والتحديات الجيوسياسية المعقدة التي قد تعترض سبيلها، والمخاطر الجسيمة التي قد تنجم عنها على المستويات الإقليمية والدولية.
كما فنّد تداعيات مثل هذا التدخل على مستقبل الصراع اليمني وتعقيداته المتزايدة، بالإضافة إلى تأثيره المحتمل على النسيج الاجتماعي الهش في البلاد ومساعي تحقيق السلام المنشود.
أما المحور الثالث،فقد تحدث فيه الخبير العسكري العميد عبدالرحمن الربيعي، عن( فرص وقدرات الحكومة اليمنية في المسار العسكري)، مؤكداً امتلاك القوات الحكومية لإمكانيات وجهوزية، إذا ما تم تعزيزها بالموارد والدعم الإقليمي والدولي.
ولفت الربيعي انه لابد من تحقيق شروط المعركة البرية بحيث تكون خاضعة للمراجعة الشاملة التي تكفل تحقيق النجاح ،والأخذ بالاعتبار عدم التهور والانسياق وراء العاطفة الجياشة عند الجمهور، فالحرب البرية هى من ستحقق القضاء النهائي على مليشيات الحوثي في سبيل استعادة الدولة والجمهورية،كون هذا الهدف السامي والنبيل هو غاية الحرب التي يخوضها شعبنا اليمني على مدى أحدعشر عاماً، قدم خلالها الشعب اليمني وقواته المسلحة مئات الآلاف من الشهداء والجرحى ولكي نصل إلى نهاية المطاف لهذه الحرب لابد من مراجعة شاملة للمعارك السابقة لتحاوز الأخطاء والتخطيط الاستراتيجي للمعركة الشاملة وتوحيد الجهود العسكرية والسياسية ،واستثمار الفرص الداخلية والإقليمية والدولية لغرض إنجاح المعركة البرية، وهي آتية لا محالة، لكنه من الصعب التنبؤ بزمانها ومكانها، كون الأمر متروك للقيادة السياسية والعسكرية والتي هى عاكفة على التخطيط الاستراتيجي الجيد واختبار الوقت المناسب لذلك.
وأثريت الندوة بعدد من المداخلات والنقاشات من قبل باحثين وقيادات عسكرية، أكدوا على ضرورة دراسة كافة الخيارات المطروحة، بما فيها المسار العسكري، في ظل استمرار تعنت جماعة الحوثي وتهديدها للأمن الوطني والإقليمي.