09 أبريل, 2025 11:45:12 م
(صوت الشعب) متابعات:
عمّقت الضربات الأمريكية الدقيقة حالة الريبة وانعدام الثقة داخل التركيبة الأمنية للحوثيين، بعد حصول واشنطن على معلومات ثمينة مكّنتها من استهداف رؤوس بعض قيادات الميليشيا، في ظل انكشاف مخابئها ومقارّها السرّية.
ويوم أمس الثلاثاء، اعتقل الحوثيون "نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات" التابع لهم، اللواء عبدالقادر الشامي، خلال حملة اعتقالات جديدة طالت شخصيات أمنية وعسكرية أخرى في العاصمة المحتلة صنعاء، بتهم "الخيانة والتخابر مع جهات أجنبية، وتسريب إحداثيات لمواقع القيادات الحوثية"، وفقًا لتقارير محلية.
وسبق أن تولى الشامي، المنتمي إلى محافظة إب وسط البلاد، خلال عهد نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، منصب مدير جهاز "الأمن السياسي" في محافظة أبين عام 1990، ثم في لحج عام 2000، قبل أن يعينه الرئيس السابق عبدربه منصور هادي وكيلاً للجهاز الأمني ذاته أواخر عام 2014، باعتباره شخصية محسوبة على الحوثيين، في إطار "اتفاق السلم والشراكة" الموقع بين جميع القوى السياسية المحلية.
وتأتي عملية اعتقال الشامي في ظل حالة إرباك متزايدة تعيشها ميليشيا الحوثي، مع استمرار الغارات الأمريكية للأسبوع الرابع تواليًا، على مواقع الحوثيين العسكرية ومراكز القيادة والسيطرة ومقارّ الاجتماعات السرّية، ما أدى إلى مقتل عدد من القيادات العسكرية والمدنية.
ويرى محللون محليون أن حجم الضرر الذي أسفرت عنه الضربات الأمريكية في قدرات الحوثيين لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل يمتد أثره إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، وتعزيز حالة الانقسام، وتصعيد الشكوك والتوجس داخل المنظومة الحوثية ذاتها، في ظل الحسابات الداخلية المتراكمة منذ سنوات.
وذكر المحلل العسكري عبدالرحمن الربيعي أن الحوثيين المنتمين إلى محافظة صعدة يستخدمون الضربات الجوية الأمريكية للانقلاب الداخلي على حوثيي صنعاء والمحافظات الوسطى، بذريعة أنهم خونة يقدّمون معلومات لأمريكا عن قيادات تنتمي إلى صعدة.
من جانبه، يرى الباحث السياسي عبدالسلام محمد أن خبر اعتقال عبدالقادر الشامي، إن صحّ، فإنه يعني أن الانقلاب يمرّ بمرحلة مفصلية نحو التدمير الذاتي.