07 أبريل, 2025 04:33:18 م
(صوت الشعب) تقرير/ موسى المليكي:
تشهد المطاعم والمقاهي والمتنزهات العامة المحدودة داخل مدينة تعز ازدحامًا غير مسبوق نتيجة الإقبال المتزايد عليها من قبل سكان المدينة والقادمين من خارجها عبر طريق الحوبان جولة القصرهذا الأمر أثار سخط البعض من سكان المدينة إثر عدم حصولهم على متنفسٍ يُخْرجون له عوائلهم بعيدا عن طوابير الانتظار والازدحام الكبير الذي يحيل رحلات الأسر إلى نوع من النكد والتضييق.
بين السعادة والحزن.
يقول صالح عبدالله الناصر شهدت مدينة تعز خلال أيام العيد ازدحامًا غير مسبوق؛ مع تدفق أعداد كبيرة من القادمين من الحوبان والمناطق المجاورة هذا المشهد أعطى العيد داخل المدينة طابعًا مختلفًا فقد بدت الشوارع تعج بالحياة والحركة وامتلأت الأسواق والمقاهي بالأسر والشباب الباحثين عن لحظات فرح بعد سنوات من المعاناة.
وأضاف الناصر هذا التوافد الكبير أسهم في إضفاء أجواء من البهجة على المدينة وأعاد لها الحيوية التي افتقدتها بفعل ظروف الحرب التي مرت بها ولكن في المقابل حمل الازدحام معه العديد من التحديات منها: الضغط الكبير على المرافق العامة كالحدائق والمتنزهات التي بالكاد تستوعب سكان المدينة.
وأشار الناصر الحدائق والمتنزهات داخل المدينة بالكاد تكفي سكان المدينة في الأيام العادية، وخلال هذه الأيام توافد آلاف الزوار ما جعل الكثير من العائلات غير قادرة على الاستمتاع بهذه المساحات بسبب الاكتظاظ الشديد مما اضطر البعض للبحث عن بدائل محدودة.
واكد الناصر أما المطاعم والمقاهي فقد تحولت إلى نقاط ازدحام أخرى إذ امتلأت بالناس ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار واستغلال بعض أصحابها للطلب المتزايد برفع قيمة الخدمات دون مبرر ومع قلة الخيارات المتاحة وجد المواطنون أنفسهم مجبرين على دفع مبالغ أكبر للحصول على وجبات أو أماكن للجلوس فيها مما جعل الناس ينظرون بسلبية إلى أجواء العيد بين البهجة التي جلبها هذا الحضور الكبير والفوضى التي صاحبته.
وواضح الناصر هذا الواقع الذي تعيشه مدينة تعز اليوم يترك سؤالًا وهو إلى متى ستظل مدينة تعز تفتقر إلى التخطيط المناسب لاستقبال مثل هذه المناسبات خاصة بعد فتح الطريق.
واختتم الناصر مع غياب الحلول الفعالة لتوسيع المرافق العامة وتحسين الخدمات ستبقى تجربة العيد بين المتعة والتعب ما لم يتم التفكير جديًا في استيعاب هذا التغيير المستمر في طبيعة الحركة داخل المدينة.
واما هزاع قحطان الصالحي هو في السياق ذاته يقول بانه مواطن يسكن في مدينة تعز كنت اسمع عن الازدحام وسط المدينة لكني لم أتوقع أن يكون بهذا الشكل الذي يبعث الضيق لنا ففي ثالث أيام العيد أردت أن أخرج عائلتي إلى المطعم ومن ثم التوجه للحديقة كما نفعل كل عيد، لكن الادزحام الذي كان داخل المطعم غير عاد على الإطلاق.
وأضاف الصالحي أكثر من نصف ساعة وأنا في الطابور داخل مطعم السعيد منتظر دوري من أجل طلب الغداء ناهيك عن أن غرف العائلات ممتلئة، حتى أن عائلتي بقيت واقفة في انتظار إحدى العائلات حتى تكمل غداءها وتغادر الغرفة وبعدها تمكنت من الحصول على الغرفة.
وأشار الصالحي بعد تناولنا للغداء غادرنا المطعم إلى جوار حديقة جاردن سيتي من أجل البقاء فيها لساعات حتى يتمكن الأطفال من اللعب والشعور بأجواء العيد لكنا عندما وصلنا إلى جوار الحديقة كان الازدحام أكبر بكثير من المطعم الذي غادرناه، فاضررنا إلى العودة للمنزل وسط بكاء أطفالنا وتذمرهم.
وتابع الصالحي هذا الازدحام غير المسبوق لا يؤثر علينا من ناحية عدم الحصول على فرصة للتنزه فقط لكنه فرصة دسمة لأصحاب المطاعم والمقاهي والمتنزهات وذلك برفع الأسعار أمام المقبلين عليها الأمر الذي يجعل سكان المدينة يعانون من هذا بشكل كبير.
وواصل الصالحي القادمون من الحوبان يأتون للتنزه داخل المدينة لأن أسعارها مناسبة جدا لهم فالمئة الريال السعودي يستطيع بها رب الأسرة أن يعيش مع أسرته أجواء العيد بكل سهولة داخل المدينة بالعكس من ذلك في مناطق الحوثيين فهي لن تكفي للأكل والقات.
وأكد الصالحي القادمون عبر المنفذ الشرقي للمدينة ليسوا فقط من منطقة الحوبان وحدها فهناك قادمون من محافظة إب ومن الكثير من المديريات النائية عن المدينة.
بين الفرح والنكد
بدورها تقول حنان الصوفي الازدحام داخل مدينة تعز هذا العام غير طبيعي على الإطلاق، وكأن من كان خارج المدينة هم المحاصرون وليس من في المدينة فالإقبال على مدينة تعز عبر المنفذ الشرقي جاء بشكل مهول للغاية.
وأضافت الصوفي كنت أذهب مع أسرتي للحديقة في رابع أيام العيد وقد خف الازدحام فيها حتى أن أطفالي يتمكنوا من اللعب بالألعاب واللهو في ساحة الحديقة لكني هذا العام عندما ذهبت في رابع أيام العيد لم أستطع تمرير نفسي وأطفالي بين تلك الجموع الغفيرة إلا بصعوبة كبيرة ما أثار في نفسي الحنق من هذا الوضع.
واشارت الصوفي هذا الازدحام بقدر ما أضفى على المدينة بهجة وسرورا أشعر مواطنيها بالعتب الكبير كونهم لم يجدوا متنفسا يسمح لهم بالدخول له بلا طوابير ولا ازدحام.
واختتمت الصوفي حديثها قائلة نأمل من رجال المال والأعمال أن يزيدوا من مشاريع المتنفسات والحدائق فالمدينة بحاجة إلى حدائق كثيرة ومتنزهات حتى يتمكن الغني ومتوسط الدخل من الخروج في رحلات عيدية بعيدا عن الخسارات الكبيرة خصوصاً بعد فتح المنفذ الشرقي للمدينة بعد عشر سنوات من الإغلاق من قبل مليشيات الحوثي لها.