ملفـات وتقـاريـر

06 أبريل, 2025 04:39:38 م
كتب/ حكيم الشبحي:
من المؤسف والمثير للدهشة في آنا واحد أن تصدر بعض الآراء من شخصيات تعد من النخبة المتنورة والتي يفترض بها أن تلعب دورا محوريا في لملمة صفوف الجنوبيين وتوحيد جهودهم صوب الهدف الأسمى وهو استعادة الدولة الجنوبية المستقلة.

هذه الشخصيات التي نأمل أن تكون سندا للمشروع الوطني الجنوبي تنزلق أحيانا نحو الطروحات التي تضع مصالحها أو رؤاها الخاصة فوق اعتبارات القضية الجامعة في قضايا مصيرية لا تحتمل المجازفة أو التجريب.

إننا نشعر بالأسى والخذلان حين نرى أقلاما يفترض بها الدفاع عن القضية الجنوبية تروج لخيارات تتعارض مع المسار النضالي للشعب الجنوبي متناسية أن الجنوب كان دولة مستقلة وذات سيادة معترف بها في الأمم المتحدة وأن الوحدة التي تمت في 1990م مع الجمهورية العربية اليمنية كانت طوعية بناء على اتفاقيات واضحة وبإشراف دولي.

لكن تلك الوحدة لم تصمد إذ سرعان ما انقلب عليها الشريك الشمالي ونسف كل المواثيق والعهود مما جعل من دعوة فك الارتباط مسارا مشروعا تؤكده الأعراف والمواثيق الدولية لا خيارا عبثيا أو مزاجيا.

إن التضحيات الجسام التي قدمها الشهداء لم تكن من أجل نزوات قبلية أو مشاريع حزبية ضيقة بل من أجل استعادة الدولة الجنوبية دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية.

وأي محاولة لإفراغ هذا النضال من محتواه أو تحويله إلى صراع على دويلات أو كيانات مفككة لا تمثل إلا محاولات يائسة لضرب جوهر المشروع الوطني.

المنطق والتاريخ بل والشرعية القانونية كلها تؤكد أن ما بعد فشل الوحدة هو العودة إلى وضع الدولتين وليس القبول بوحدة قهرية ظالمة ولا التفريط بالجنوب في دويلات مشتتة.

أما الأصوات التي تصر على تصوير الواقع الجنوبي وكأنه لا يحتمل إلا خيارين إما البقاء في وحدة مهينة أو التمزق إلى كانتونات متناحرة فهي لا تقدم حلولا بقدر ما تسهم في تعقيد المشهد.

الجنوب اليوم بحاجة إلى دولة متماسكة تصلح مؤسساتها وتمنح المحافظات صلاحياتها في إطار حكم ذاتي عادل يحفظ الحقوق ويعزز الاستقرار لا إلى مشاريع شخصية أو شطحات فكرية تعرض قضيته للضياع.

ختاما على الجميع أن يُدرك أن فك الارتباط لم يكن خيارا مفروضا من الجنوبيين بل كان نتيجة حتمية لانهيار مشروع الوحدة بسبب ممارسات الشريك الشمالي.
ومن هنا فإن أي دعوة تتجاوز هذا المسار وتستهدف تقسيم الجنوب أو فرض خيارات غير عادلة ليست سوى محاولات لإجهاض تطلعات شعب قدم التضحيات من أجل نيل حريته واستعادة دولته.




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.