04 ديسمبر, 2024 08:34:47 م
صوت الشعب/لحج/فؤاد داؤد
أثناء الحفل الخطابي الفني الدرامي الهادف الذي أقامته جمعية رعاية و تأهيل المكفوفين محافظة لحج صباح الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي للمعاق و جسد فيه المكفوفون ما يختزلوه بداخلهم من إبداعات و تميز ، و في كلمة صريحة صادقة نابعة من القلب إلى القلب قال الأستاذ حسين بن عبد الحافظ الوردي رئيس الغرفة التجارية الصناعية محافظة لحج - رئيس الملتقى الاقتصادي الوطني العام - الرئيس الفخري لجمعية رعاية و تأهيل المكفوفين بالمحافظة في كلمته و التي استهلها بالترحيب بالحاضرين جميعٱ ، معاهدٱ نفسه أمام الله و بكل صدق و يقين و إيمان بأنه سيكون مع المكفوفين و إلى جانبهم في دعمهم و مساندتهم و بكل طاقة و جهد و بحسب ما تتوفر لديه من إمكانيات إلى آخر نفس يتنفسه في هذه الحياة .. مشيرٱ أنه قبل يومين كان قد وعد المكفوفين أنه سيكرم عشرة منهم من المبدعين و المبرزين في علوم القرآن الكريم ، باعتبار أن القرآن هو علم العلوم و كلما تعمق الإنسان فيه كلما استطاع أن يبتكر و يبدع في الكثير من المجالات التنموية .. مفصحٱ أن التفكر و التدبر في أيه من آيات الله بصدق و يقين بالله ربما تجد فيها العديد من الاتجاهات العلمية الدينية و الاقتصادية و الاجتماعية و التنموية التي تعود بالخير و الفائدة و المنفعة للناس ، فكلما تعمق الإنسان في آيات الله و تفكر و تدبر فيها كلما وصل الى الكثير من الأسرار العميقة التي تكتنزها تلك الآيات
و تابع الأستاذ حسين عبد الحافظ الوردي كلمته بالقول: لقد استوقفتني في يوم من الأيام آية في محكم كتاب الله المبين ، حيث يقول سبحانه : " وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " صدق الله العظيم
و من هنا يتضح لنا جليٱ أنه كلما تعمق الإنسان في آيات الله كلما وصل الى مدلولات كثيرة تعود بالنفع للناس في مختلف الاتجاهات الاجتماعية و الاقتصادية و التنموية ، حيث أن الله سبحانه و تعالى يقول : " .يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ " صدق الله العظيم .. موضحٱ ان المكفوفين إذا كانوا قد حرموا من نعمة البصر فقد أكرمهم الله بنعمة البصيرة و في أوج قوتها و تفتحها ، و لهذا فقد يكون هناك واحد من المكفوفين أفضل بكثير من ألف من المبصرين ، و لهذا فمن الممكن أن يصل إلى الكثير من الاكتشافات و الإختراعات و الأسرار العظيمة و العميقة التي لم يستطع الوصول إليها غيره من مفتحي العيون
الرسالة الثانية : دعا من خلالها الأستاذ حسين الوردي السلطة المحلية و رجال المال و الأعمال و الميسورين و فاعلي الخير إلى ضرورة الرعاية و الاهتمام بهذه الشريحة المجتمعية الطيبة التي لها الأثر الاجتماعي الإنساني القانوني الكبير في حياة المجتمع و تقديم كافة سبل الدعم و المساعدة لهم حتى يتمكنوا من الوصول إلى تحقيق الهدف الذي يتوقون إلى تحقيقه في هذه الحياة و كل بحسب طموحه و تطلعاته المستقبلية .. منوهٱ إلى أن هذه الشريحة المجتمعية تمتلك إرادة قوية للمضي قدمٱ نحو الإبداع و التميز و كلما وجدت الاهتمام و الرعاية و حصولها على حقوقها القانونية و الشرعية كلما استطاعت ان تنتج و تبدع و تحقق طموحاتها في الحياة و بما فيه الكثير من المردودات الاقتصادية التنموية التي تخدمهم و تخدم أسرهم و مجتمعهم ، و لهذا فمن الواجب على الجميع و لا سيما المعنيين من الناحية الأخلاقية و الإنسانية و الدينية إعطاء هذه الشريحة حقوقها حتى تتمكن من مواصلة حياتها و تحقيق طموحاته بكل كرامة و بما تحمله الكلمة معنى
هذا و تأسف الوردي على عدم حضور قيادة السلطة المحلية لمشاركة هذه الشريحة المجتمعية التي تجسد انبل معاني الخير و البركة في احتفالهم بيومهم العالمي الأمر الذي عكس انطباعٱ سيئٱ في نفوس الكثيرين
أما الرسالة الثالثة فقد دعا فيها حسين الوردي و من خلال المكفوفين إلى السلام و الأمان .. مشيرٱ إلى أن بلادنا قد أثخنت بالجراح و الويلات من خلال الحرب و الدمار التي أكلت الأخضر و اليابس و أنتجت الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أثقلت كاهل المجتمع و لابد من العودة إلى جادة الصواب و تحكيم لغة العقل و المنطق لإخراج البلاد و العباد من النفق المظلم الذي وصلوا إليه .. مفصحٱ أن البلاد قد وصلت إلى مشارف الهاوية السحيقة التي قد تقع فيها و لابد على الكل أن يعودوا إلى رشدهم قبل ان يحل على البلاد الانهيار الشامل لا سمح الله ، متضرعٱ إلى الله ان يجنبنا جميعٱ الفتن ما ظهر منها و ما بطن .. مكررٱ دعوته للجميع من خلال هذه الشريحة المجتمعية المباركة إلى أهمية تحقيق السلم و السلام و الأمان و التنمية في البلاد
و في رسالته الرابعة أكد الوردي ان بلادنا فيها خيرات كثيرة ، و من أبسط ثروة موجودة في باطن الأرض نستطيع ان نحقق مردودات كبيرة تعود بالنفع و الخير للناس و تخرجهم من الضائقة التي هم فيها
و أردف الوردي قائلٱ : و لهذا نقول لابد من إنقاذ هذا البلد و شعبه مما هم فيه من آلام و ويلات.. مضيفٱ : و قد وجهنا و أعطينا مدلولات كثيرة بهذا الشأن من خلال سبعة كتيبات و أكثر من سبع لوحات للنهوض بالواقع الاقتصادي و التنمية الشاملة إذا وجد عدد من الأتقياء الأنقياء المخلصين لهذا الوطن . مفيدٱ ان الوطن بحاجة إلى جميع أبنائه ليكونوا عونٱ لبناء هذا الوطن و على قلب رجل واحد.. واصفٱ بالقول : هذا وطننا و لسنا مغادرين منه
و أفاد الوردي ان الكثير من المسؤولين يتعاملون في هذا الوطن من خلال المصلحة و المكاسب الشخصية و هذا امر خاطئ فالمسؤولية أمانة و المال العام أكبر و أعظم و أشد حرمة من المال الخاص ، و الله سبحانه يقول : ( ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) صدق الله العظيم
متسائلٱ: فهل يدرك المسؤولون معنى هذه الآية ؟ و ماذا سيقولون لله يوم القيامة ، يوم تأتي كل نفس بما كسبت رهينة ؟
أجل أيها الأخوة الذي جمع المال ماذا سينفعه ماله ، و لربما تصبح هذه الأموال مثل أموال آهل الكهف في حياتهم الدنيا ، فماذا ستغني عنهم أموالهم التي يجمعونها في مثل هذا الواقع و ليأخذوا العبرة مما مضى ممن ذهبت أموالهم سدى .. مشيرٱ إلى أن الله سبحانه قال : " وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ "
و تابع قائلٱ : إذٱ و من خلال هؤلاء ندعو إلى الحق و العدل و إعطاء أمانة المسؤولية حقها و الحفاظ على مقدرات هذا الوطن و الارتقاء نحو البناء و النمو الاقتصادي
هذا و قد قام الأستاذ حسين الوردي رئيس الغرفة التجارية الصناعية محافظة لحج - رئيس الملتقى الاقتصادي الوطني العام - الرئيس الفخري لجمعية رعاية و تأهيل المكفوفين بالمحافظة في نهاية الحفل بتكريم عشرة من المبدعين و المتميزين من جمعية المكفوفين بشهادات تقديرية و حوافز مالية أثلجت صدور جميع الحضور