ملفـات وتقـاريـر

14 سبتمبر, 2024 02:38:12 م
كتب/ قيس الشاعر:
إن الحراك الشعبي المطالب بالكشف عن مصير المختطف علي عشال والذي برز حجم التفاعل الجماهيري معه من خلال التظاهرات التي اقيمت بمدينة عدن في 3 اغسطس وفي مدينة زنحبار عاصمة محافظة ابين في 7 سبتمبر 2024 لايمكن الاستهانه به وغض الطرف عنه او التقليل من شأن وحجم الغليان الشعبي القبلي والمجتمعي الحاصل في محافظة ابين تحت مسمى المطالبة بالكشف عن مصير عشال بل يجب ان يكون الامر محل اهتمام ودراسة لوضع معالجات جاده للحد من حدت التصعيد الذي سيتحول الى ازمة.

والحد من التوتر القائم في ابين عن طريق اللجوء الى استخدام الطرق التقليدية المتعارف عليها من استخدام القوة المفرطه والقمع والاعتقالات والتشوية وترويج الاشاعات وكيل الاتهامات عبر الاعلام الموجه وغيرها من الوسائل التي يعتقد انها كفيلة بوضع حد للامر لن تجدي نفعا بل ستكون عاملا مساعد على حرف مسار الحراك الشعبي وستساهم في اضافة اسباب سيتم استغلالها لتكون دافع محفز للجماهير على المشاركة ورفع سقف المطالب والانتقال الى مرحله اخرى من التصعيد.

ومن الواضح ان قضية المقدم عشال التي اصبحت قضية راي عام ماهي الا سبب لا اشعال فتيل الغليان في مناطق ابين الوسطى ولم تنتقل عدواها بشكل واسع في مناطق الدلتا اي ان القضية كانت مجرد سببا في إيقاظ التراكمات الماضية التي كانت خامده في نفوس ابناء ابين ولم يتم العمل على وضع معالجات لها واعادة الاخطاء والتجاوزات المرتكبة المخالفة للقانون احياء تلك التراكمات مجددا في نفوس ابناء ابين واحياء احساس المظلومية والشعور باستهدافهم دون غيرهم مثلما حصل مع المقدم عشال.

لذلك اللاوعي المسيطر على الجماهير المشاركة في الفعاليات المطالبة بالكشف عن مصير المقدم علي عشال تقودها تلك التراكمات التي يجب دراستها بعناية لوضع معالجات جاده لحلها وليس العمل على تفاقم الوضع.

ان المشاركة الجماهيرية في فعالية عدن و زنجبار بهذا الزخم الشعبي في اقل من شهر رغم ضعف خبرة اللجان التحضيرية وصدور امر منع اقامتها في عدن وما حصل من خلافات ومحاولات لا ارباكها في زنحبار الا انها اقيمت و ايضا ماسبق تلك الفعاليات من لقاءات ضمت الشخصيات الاجتماعية والعسكرية والامنية والقبلية من ابناء ابين كان أبرزها اللقاء الحاشد الذي احتضنته قاعة الفخامه في مدينة عدن كل ذلك دليل على ما أشرنا له في الفقرات السابقه عن المحرك الحقيقي للجماهير اي ان قضية عشال جاءت والنفوس ممتلئه وفيها مافيها من الاحساس والشعور بالظلم والمهانة.

واسناد مسألة دعم وتحريك الجماهير الى اطراف يشار لهم بمسمى فاقدي المصالح كترويج الهدف منه الحد من التصعيد ليس حلا ومشاركة هولاء ماهو الا نتيجه طبيعه فرزها سوى التقدير للموقف والاصرار على التجاهل والتقليل من حجم المشكله ومواجهتها بوسائل غير مجدية يعتقد انها ستحد منها.

ومن حق الذين يتم توصيفهم بفاقدي المصالح ان يتخذو من ابين مسرحا للوصول الى اهدافهم وبذات انهم من ابناء المحافظة طالما التجاهل والتهاون والتقليل من حجم المشكله هو سيد الموقف والتقديرات المرفوعه مخالفه للواقع.

كما ان الرمزية التي اتخذت في الفعاليات من حيث مكان اقامتها في ساحة العروض في خورمكسر وثم في زنحبار من امام منزل الشيخ طارق الفضلي لما لهذه المواقع من رمزية تاريخيه في مسيرة الحراك الجنوبي ورفع المشاركين للاعلام الجنوبية كل ذلك كفيل في ابطال ونفي اي حملات او محاولات لتشويه التصعيد و التشكيك في اهدافه.

وأيضاً مايدل على قوة تلك الفعاليات ان تاريخ اقامتها لايصادف تاريخ مناسبة وطنية ومع ذلك كانت المشاركة الجماهيرية حاشدة و لامحالة انه سيتم استغلال المناسبات الوطنية لا اقامة فعاليات أخرى.

اننا لا نتحدث عن محافظة جنوبية حدودية تقع في اطراف البلاد يمكن عزلها واستخدام القوة المناسبة لا اخماد التصعيد الشعبي اوالتمرد على السلطه والقانون بل هي محافظة تتوسط المحافظات وتمثل حلقة الوصل والتواصل بينهم اي انها بمثابة شريان الحياة وزعزعة الامن والاستقرار فيها يعني تعطيل شريان الحياة لذلك يجب عدم اقفال اهمية موقعها الذي جعل منها مطمع للتنظيمات الارهابية والمليشيات الحوثية كونهم يعلموا ان من يريد ان يضرب الجنوب وقضيته علية ان يسيطر على ابين

لذا علينا مراعاة كل ذلك واعطى محافظة ابين كل الاهتمام وعدم التقليل من شأن اي تفاعل شعبي يحصل فيها في ظل المخاطر التي تحيط بها وسرعة البث في المعالجات بأسلوب عقلاني متحضر يحترم راي وارادة ابناء ابين ويؤسس للعدل والمساواة والشراكه الوطنية الحقيقية ويساهم في اعادة بناء مؤسسات الدوله وسيادة النظام والقانون وتماسك النسيج الاجتماعي ووحدة الصف الجنوبي ويحافظ على الامن والاستقرار ويساعد على اعادة تدوير عجلة التنمية

بعد كل ما أشرنا لها من تفاصيل وتوضيحات حول الحراك الشعبي في ابين نضع مقترحات نرى ان العمل وفقها سيساهم في اصلاح ذات البين ولملمت الخلافات ووقف التوتر والتصعيد الحاصل في ابين وهي كالاتي :

أولاً أين عشال؟ والإجابة على هذا السؤال تتلخص في سرعة الكشف عن مصيره.

ثانياً: سرعة القبض على المجرمين الهاربين وبدل مزيد من الجهود لإعادة الهاربين منهم خارج البلاد.

ثالثاً: إقالة المحافظ وإعادة ترتيب وهيكلة السلطة المحلية في المحافظة التي هي سبب في وقف عجلة التنمية وتدهور الوضع المعيشي والزيادة من معاناة الناس.

رابعاً: تشكيل فريق للحوار كل أعضائه من خارج محافظة أبين يضم شخصيات عسكرية وامنية وقانونية وسياسية وقبلية واجتماعية ودينية وسطية.

خامسا يعقد فريق الحوار لقاءات منفردة مع كل شخصية نافذه لها ثقلها و محركه للمشهد ومتحكمه فيه من مشائخ القبائل والشخصيات العسكرية والامنية والاجتماعية وقيادات المقاومة ورجال الدولة السابقين.

سادساً: ان لا تقتصر للقاءات فريق الحوار على اطراف دون غيرها بسبب توجهه الشخصيات الاخرى السياسي بل يجب ان يشمل الحوار كل الاطراف بغض النظر عن التوجه السياسي.

سابعاً: ان تكون اللقاءات غير معلنة حتى يتم الحفاظ على مسار الحوار ونجاحه.

ثامناً: تغيير الخطاب الإعلامي وتكريسة لتهدئة الوضع وخدمة التفاهمات والتقارب الذي يعمل فريق الحوار من أجله.

ان العمل وفق المقترحات المشار لها اعلاه سيحدث نقله كبيره نحو تعزيز الثقه واصلاح ماتم افساده نتيجة الاخطاء التي حدثت في الماضي والتي حصلت في و وقتنا الحاضر وكانت سببا في اعادة تراكمات الماضي من اخطاء وسلبيات الى الاذهان التي صورتها على اساس ان التاريخ يعيد نفسه.

وفي الختام اسأل الله ان يوفق الجميع الى ما فيه الخير و الصلاح لهذا الوطند




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.