أخبار محلية

22 أبريل, 2025 11:40:35 م
كتب/ الشيخ خالد يوسف العزيبي
شيخ مشايخ الحوطة وتبن

بدايةً:

1. نؤكد تضامننا الكامل مع أبناء حضرموت، الذين لهم تاريخ مشرّف في شتى المجالات؛ فمنهم العلماء، والقضاة، والتجار، ورجال الأعمال الذين انتشروا في أرجاء الوطن وخارجه، ناقلين صورة مشرّفة للإنسان اليمني في أصقاع الأرض. وقد شهدت لهم أراضي الهند وشرق آسيا، وكذلك بلدان إفريقيا من مصر إلى المغرب، ومن أراضي الحبشة إلى وسط إفريقيا وشرقها وجنوبها. ومن واجبنا إنصافهم، وضمان حقهم في العيش بكرامة، دون المساس بأراضيهم أو طمس تاريخهم العظيم.


2. ننتقل إلى محافظة لحج التاريخية، وشعبها المناضل ذي الفكر السياسي، ورجالات الدولة الذين كانوا يحكمون لحج وعدن وما حولها، بمشاركة من أبناء حضرموت، الذين لهم في كل منطقة مجدٌ وتاريخٌ. نذكر منهم: بيت العلوي السقاف، وبيت السيد الجفري، والشيخ العمودي، الذين كان لهم حضور في الشؤون التشريعية والدينية والسياسية. ولا ينكر هذا إلا جاحد أو مغالط أو من لا أصل له في هذا البلد، ويعاني من عقدة نقص.


3. ما أقدّمه هنا هو معلومات موثقة من مصادر تاريخية، يعرفها كل مطّلع ومثقف. وعلى سبيل المثال لا الحصر، ومع كامل الاحترام لكل قبائل المحافظة، أورد هذه الشهادة للتاريخ. ومن أراد الاعتراض فليأتِ بمعلوماته الموثقة.



مع بداية الاحتلال البريطاني لعدن ولحج، وبشهادة وثائق الاحتلال البريطاني نفسه، كما أكّدها المؤرخون العرب، كانت المقاومة الباسلة من أبناء هذه الأرض الأصليين وملاّكها، وهم:

أبناء قبيلة العزيبة،

أبناء عمومتنا من قبيلة العقارب،

والسادة الذين شاركوا بكل بسالة،


وكان على رأسهم قائد المقاومة العربية الشيخ الشهيد راجح عزب العزيبي، بمشاركة عدد من الأمراء العبادلة، الذين مثلوا السلطة السياسية في السلطنة، بينما مثّل أبناء قبيلة العزيبة الجناح العسكري والأمني للسلطنة العبدلية من حدود الفضلي شرقاً إلى باب المندب غرباً، وربما إلى أبعد من ذلك.

أما السادة من أبناء حضرموت فكانت لهم السلطة الدينية والتشريعية، في حين اضطلعت قبيلة البان – المنحدرة من محافظة شبوة – بالأدوار الإدارية والمالية في السلطنة.

4. لم يكن يُنصّب السلطان العبدلي إلا في موكب مهيب بمنطقة الوهب، بمباركة السادة وتأييد مشايخ قبيلة العزيبة. وهذه صورة بسيطة لتاريخ طويل، يؤكّد أن مشايخ قبيلة العزيبة وأبناءها كانوا أعمدة أساسية للسلطنة العبدلية عبر الزمن.



فكيف، بالله عليكم، يأتي متطفل على هذه الأرض وتاريخها، غريب عن أهلها، لينصّب نفسه شيخًا أو مؤرخًا أو صاحب فضل؟

وهنا، أوجّه عتابًا لمحافظ محافظة لحج ووكيله لشؤون القبائل بشأن ما يبدو أنه عمل شبه ممنهج لطمس تاريخ وأصول أبناء المنطقة الأصليين، عبر صرف أختام ومشيخات لأشخاص لا يملكون أي أساس قبلي أو تاريخي، بينما يتم تجاهل أبناء البلاد الحقيقيين.
فهل هي مجاملة شخصية؟ أم جهلٌ بالتاريخ؟
وإن كنتَ تعلم فتلك مصيبة، وإن كنتَ لا تعلم فالمصيبة أعظم.

5. أما بالنسبة لمدينة المخا، فإن تاريخها التجاري والاقتصادي أسّسه أبناء المناطق الجنوبية، وتحديدًا أبناء حضرموت ولحج. فالمخا ليست مدينة تهامية أشعرية كما يتوهّم البعض، بل هي مدينة مدنية بمعنى الكلمة، مثلها مثل عدن؛ لا تحتكر مذهبًا أو عرقًا أو طائفة.



وللعلم، فإن جدي العمودي كان من أوائل من أسّسوا النشاط الاقتصادي والتجاري لمدينة المخا، الممتد إلى شرق إفريقيا ووسطها، إلى جانب عائلات:

بيت العلوي السقاف،

بيت الجفري،

بيت بازرعة،

بيت باعبيد،

بيت باوزير،


ولا تزال آثارهم باقية إلى اليوم، ومقابرهم شاهدة في مدينة المخا، وقد ورد ذكرهم في كتب التاريخ المحلية والأجنبية.

ومن الأدلة على ذلك، أن منارة مسجد الشاذلي – أو مسجد العمودي – قد بُنيت على نفقة مشايخ وفقهاء سلطنة لحج، بمشاركة مشايخ العزيبة، ومشايخ آل سلام، والسادة من بيت العلوي السقاف. كل ذلك تم بتمويل ذاتي، تقديرًا للعلم والعلماء، وبدافع من الزهد والتصوف الخالص لوجه الله تعالى.

أما الشاذلي، فكان عالمًا جليلاً، وفقيهًا مشهورًا، من أصل هاشمي، جاء من المغرب مرورًا بمصر واستقر في المخا. وحين تُوفي، بُنيت له قبة، ثم بعد عشرين عامًا، شُيّد المسجد والمنارة على نفقة من سبق ذكرهم، وسُمّي بمسجد العمودي أو مسجد الشاذلي، الواقع في حارة العمودي.

وهنا أضيف للتوضيح:
هناك رابط نسب شخصي بيني، ككاتب لهذا المقال الشيخ خالد يوسف العزيبي، وبين الشيخ عمر العمودي، الذي أسّس منطقة في المخا، وسُمّيت باسم "العمودي" نسبة إليه. وهو الجد الأكبر لوالدة ابي، ومن أهل العلم والشيوخ الأوائل الذين أسسوا مدينة العمودي في المخا. ومن هناك، انطلق بيت الشيخ العمودي إلى الحبشة، وإريتريا، والسودان، وبعد سقوط الحكم الماركسي في إثيوبيا، انتقلوا إلى السعودية، حيث أسّسوا شركات عملاقة، ولا تزال بصماتهم الاقتصادية باقية هناك.

وهذه الصلة العائلية والتاريخية هي ما دفعتني، أنا الشيخ خالد يوسف العزيبي، إلى التفرغ للبحث والتوثيق، وجمع المادة التاريخية من مراجع أصلية؛ تكريمًا لما قدمه الأجداد، وصونًا لتاريخهم، وحفظًا لذاكرتهم من النسيان.

ختامًا،
ما سُرد هنا هو جزء من حقائق تاريخية يجهلها كثيرون، وهي موثّقة في كتب ومراجع أصيلة، عربية وأجنبية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ / خالد يوسف فضل العزيبي
شيخ مشايخ الحوطة وتبن


---




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.