أخبار محلية

14 أبريل, 2025 11:05:31 م
(صوت الشعب) وضاح الشليلي - صقر العقربي:
في أمسية فكرية مشبعة بنبض عدن وقلقها، استضاف مركز تسوية المنازعات البحرية والمدنية والاستشارات القانونية -بالتواهي، الذي يرأسه سعادة المستشار القانون محمد عبد المجيد الحريري ، مساء الاثنين 14 أبريل 2025، الشخصية الوطنية والأكاديمية سعادة الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي ، وزير الإعلام والسياحة الأسبق ، في لقاء حمل طابعاً سياسياً وثقافياً بامتياز، قدّم خلاله قراءة عميقة لمشهد المدينة التي لا تزال تبحث عن أمل في خضم أزمات تتناسل من كل الجهات.

"حضوري هنا ليس رسميًا، بل هو التزام أخلاقي تجاه مدينتي"، بهذه العبارة بدأ قباطي حديثه، مؤكدًا أن موقفه نابع من إحساسه كمثقف يرى أن الكلمة المسؤولة قد تكون بذرة خلاص في زمن اختلطت فيه الأوراق.

عدن وغياب النخب الثقافية... من يملأ الفراغ؟

أولى إشاراته كانت موجهة للنخب المدنية والثقافية، التي وصفها بـ"صمام أمان المدينة"، مشيرًا إلى أن اختفائها عن المشهد خلال الفترات الماضية ساهم بشكل كبير في تراجع الوعي وتدهور الخدمات. دعوته كانت واضحة: "عودوا... فعدن تحتاجكم الآن أكثر من أي وقت مضى".

التعليم... حين يصبح الجهل سلاحًا

في حديثه عن التعليم، لم يخفِ قباطي قلقه، بل كان حادًا: "ما يحدث اليوم هو تجهيل ممنهج يهدد أجيالاً كاملة". غياب الرؤية لإصلاح التعليم، بنظره، ليس مجرد خلل إداري، بل مشروع مدمر يكرّس التخلف كأداة لإطالة الصراع.

الشباب... من وقود الحرب إلى أدوات التغيير

أما الشباب، فهم – كما وصفهم – الركيزة المهدورة. وسط انعدام الأفق، باتوا الأكثر تضررًا. لكن قباطي يرى الأمل فيهم، داعيًا إلى تمكينهم من خلال برامج تدريب وتأهيل حقيقية، تفتح أبواب العمل وتعيد الروح للاقتصاد المحلي.

الاقتصاد... عملة تنهار وحكومة صامتة

الحديث عن الاقتصاد كان بمثابة دق ناقوس الخطر، حيث طالب بوضع خطة طوارئ حقيقية لإنقاذ العملة وتخفيف معاناة الناس، معتبرًا أن غياب الرؤية الاقتصادية أحد أسباب السقوط الحر الذي تعيشه البلاد.

الفساد... السرطان المستشري

عن الفساد، قالها بوضوح: "ما لم تكن هناك محاسبة وشفافية، فلا حديث عن إصلاح". وشدد على ضرورة تفعيل الأجهزة الرقابية وتحويل الشعارات إلى أفعال.

المشهد الدولي... والنار التي تقترب

وفي قراءته للمتغيرات الدولية، حذّر من انعكاس التوترات الإقليمية على الداخل اليمني، وأكّد أن الاستقرار لن يُبنى إلا بتوافق سياسي حقيقي وتوحيد الجبهة الداخلية.

وتوقف مطولًا عند تهديد ميلشيات الحوثي،الارهابية "الذراع الإيرانية في اليمن "، مؤكدًا أن المشروع الحوثي لا يهدد اليمن فقط، بل يُزعزع المنطقة بأكملها، وأن استمرار الدعم الإيراني للجماعة يُغذي نار الصراع ويُعيق السلام.

ختامًا... الوعي أول الطريق

في ختام اللقاء، وجّه الدكتور قباطي رسالة مباشرة للشباب، قال فيها:
"طوروا أنفسكم، تعلّموا، اقرأوا، وشاركوا... فالوعي هو البداية، والإرادة هي الطريق، والعمل هو ما يصنع التغيير."

اللقاء لم يكن مجرد خطاب من على منصة، بل جلسة حوارية صادقة، اتسمت بالنقاش الجاد والمداخلات الهادفة، في مشهد أعاد الأمل بإمكانية بعث خطاب مدني جديد، يعيد لعدن روحها، ويمنح مجتمعها فرصة النهوض من بين الركام.

المركز... منبر للحوار والتغيير

وفي ختام الأمسية، ألقى سعادة المستشار محمد عبدالمجيد الحريري، رئيس مركز تسوية المنازعات البحرية والمدنية والاستشارات القانونية، كلمة عبّر فيها عن شكره العميق للدكتور قباطي على حضوره ومداخلاته القيمة، مؤكّدًا أن المركز سيبقى منبرًا مفتوحًا لكل صوت وطني يسعى لاستعادة عدن كمدينة مدنية، ثقافية، حرة.

وأشار المستشار الحريري إلى أن أهمية هذه اللقاءات تكمن في قدرتها على إعادة إحياء ثقافة الحوار والتفكير الجماعي، مشددًا على أن دور المركز لا يقتصر على تسوية النزاعات فحسب، بل يمتد ليكون مساحة فكرية للمبادرة والتغيير الهادئ والواعي.

واختتم كلمته بعبارة لامست قلوب الحاضرين:
"عدن لا تحتاج إلى معجزة... بل تحتاج من يراها بقلبه أولًا، ثم يعمل لأجلها بعقله وضميره."




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.