22 مارس, 2025 02:35:01 ص
كتب/ موسى المليكي:
بدأ يُلملِمُ أيامه ولياليه المتبقية، بساعاتها المباركة الزكية العَطِرَة وتراويحها المُريحَة للنفس والروح الحائرة، وتهجدها، وتلاوة القرآن فيهاوضحكات الأطفال ولعبهم في لياليه الٌمقمرَة، وزيارات الود وصلة الرحم للأهل والأصحاب والأصدقاء .. والأيادي الممدودة بالخير والعطاء للفقراء والمساكين .
بدأ يُلملِمُ أيامه ولياليه المتبقية استعداداً للرحيل .
وبدأ يجمع أشياءه من القدور والأطباق وسفرات الطعام، في البيوت المؤمنة وبيوت الله العامرة .. وسفرات الطعام الممتدة في الأزقة والحواري للمسلمين من الجاليات الوافدة ...
فهو شهر الرحمة والمغفرة والبذل والعطاء والصدقات .
يعود علينا ( رمضان ) ببهجته في كل عام كالضيف العزيز بعد طول غياب، وما يلبث بعد أن يستقر بيننا حتى يبدأ في شد رحاله عازماً على الرحيل والوداع. فهنيئاً لمن يستقبله بأحسن الإستقبال، ويودعه بخير الوداع، صافي القلب والسريرة وقد انقلب حاله إلى الأحسن في قربه من الله ومن خشية الله، في العبادة والتقوى والرضا والإحسان إلى الناس، مجتهداً في الصلاة والدعاء. وخير ما يدعو به المسلم في العشر الأواخر من رمضان وهو يتحرى ( ليلة القدر ) هو دعاء الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام: ( ربّنا آتنا فى الدنيا حسنةً وفى الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار )، بالإضافة إلى ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم:
( اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى ).
وفي أيام الرحيل هذه نود أن ننبهكم إلى أنّ رمضان قد ذهب معظمه وبقي اعظمه، فمن فاته الاجتهاد في الطاعات خلال الثلث الأول والثاني من رمضان فليجتهد في الثلث الأخير وفيه ( ليلة القدر ) التي هي خيرٌ من ألف شهر.
ومن لم يُرخي يده كثيراً بالصدقة والعطاء فليعلم أنّ هناك بعض الأسر المتعفّفة في حيرةٍ من أمرها وتعاني من شديد الحرج امام أبنائها بسبب عدم استطاعتها شراء ثياب العيد للأولاد والبنات. فتحسّسوا الفقراء واهل العوز والحاجة من حولكم، وابذلوا لهم العطاء وتصدقوا، عسى الله أن يتقبل منا ويُثقِل به ميزان أعمالنا الصالحة.
حان الوداع، وحان الرحيل، وحان توديع الضيف الكريم. فاللهم اغفر لنا وارحمنا وتقبل منا. واجعلنا من عوّاده في كل عامٍ ما أحييتنا في صحةٍ وسعادة وأحسن حال.