19 مارس, 2025 08:28:51 م
كتب/ حكيم الشبحي:
مثل المركز العسكري في بئر العروس إحدى أهم ركائز تثبيت الأمن وترسيخ سلطة الدولة في يافع عقب الاستقلال حيث لعب دورا محوريا في حماية المناطق المحررة من الفوضى و الاضطرابات.
كان هذا المركز أول نقطة تمركز للجبهة القومية في يافع بني قاصد خارج قلعة القارة وقد تم تأسيسه عام 1968م ليكون درعا حصينا أمام التهديدات الأمنية المتزايدة آنذاك.
ووفقا لمذكرات الدكتور أحمد الوطحي فقد شاركه في تأسيس المركز عدد من المناضلين البارزين من بينهم: المرحوم نصر بن صالح، المرحوم سالم سيف
سعيد أحمد، ثابت سيف، مثنى سعيد الجعشاني، محمد عفيف عبدالله، وآخرون.
بدأ المركز بخيمة متواضعة لكنه سرعان ما تعزز بأسلحة نوعية حيث أمده الدكتور الوطحي برشاش برن ومدفع تو هينش وشنطة ذخيرة مما عزز من قدرته على مواجهة التهديدات المتزايدة.
جاء إنشاء المركز في وقت حرج حيث تصاعدت الهجمات التي استهدفت الطرق والمناطق الحيوية خاصة على امتداد خط يهر لبعوس.
وبفضل جهود المؤسسين تمكن المركز من تعزيز موقعه العسكري بأسلحة متقدمة نسبيا ما مكنه من التصدي لمحاولات الاختراق والتخريب بفاعلية.
لم يقتصر دور المركز على المواجهات العسكرية بل امتد ليشمل حفظ الأمن الداخلي من خلال.
نشر نقاط تفتيش للحد من التقطعات والاعتداءات
و تسيير دوريات ليلية لمراقبة المناطق الحيوية
وكذا المساهمة في تشكيل لجان شعبية ومحاكم محلية لحل النزاعات مما عزز الاستقرار المجتمعي
لم يكن الدكتور أحمد الوطحي وحده في هذه المهمة بل شاركه نخبة من المناضلين الذين كرسوا جهودهم لتحصين المنطقة وترسيخ الأمن.
فقد شكلوا معا نواة لقوة محلية استطاعت حماية الثورة وتعزيز نفوذ الدولة الناشئة في مناطق ذي ناخب، سباح، والحد.
برهن المركز العسكري في بئر العروس على أن الإرادة الشعبية قادرة على بناء مؤسسات أمنية متماسكة رغم شح الإمكانيات. فقد كان المناضلون الذين أسسوه حجر الأساس في حماية الثورة وترسيخ دعائم الدولة تاركين إرثا خالدا من التضحيات والإنجازات التي لا تزال محفورة في ذاكرة يافع.