18 مارس, 2025 04:56:38 ص
كتب/ موسى المليكي:
على مرّ التاريخ، كان الناس يبحثون عن القدوة في العلماء والمصلحين، في أهل الحكمة والمعرفة، فهؤلاء هم الذين يُنيرون العقول، ويقودون المجتمعات نحو النهوض والرقي. أما اليوم، فقد تغيّرت المعايير، وأصبحت الشهرة لا تُبنى على العلم والفكر، بل على الجدل والإثارة والاستعراض.
خذ مثالاً: شاب يبحث عن النجاح، فيجد أن الأكثر شهرة هم من يصنعون محتوى سطحياً، قائماً على التفاهة وإضاعة الوقت، بينما القامات الفكرية والعلمية لا تجد من يستمع إليها. فتاة تبحث عن هويتها، فتجد أن معايير الجمال والنجاح يحددها "الترند"، وليس القيم الحقيقية التي تصنع الإنسان.
المشكلة ليست في وجود المؤثرين، بل في أن الكثير منهم يروّجون لأنماط استهلاكية فارغة، تُضعف الوعي بدل أن تبنيه. في المقابل، يواجه المفكرون والمربّون صعوبة في الوصول إلى الناس، لأن المنصات الرقمية تفضل المحتوى السريع والخفيف، على الفكر العميق والمحتوى الهادف.
إن هذه الظاهرة تطرح علينا سؤالاً جوهرياً: كيف نحمي عقولنا وعقول أبنائنا من أن تتحول إلى ساحة يعبث بها التافهون؟ وكيف نعيد الاعتبار للقدوة الحقيقية التي تبني، بدل أن تهدم.