ملفـات وتقـاريـر

14 مارس, 2025 01:52:34 ص

عدن(صوت الشعب)خاص:
تحليل| بسام البان ابو خليفة*

الزيارات الميدانية والتفقدية التي يقوم بها الرئيس عيدروس الزبيدي منذ أيام إلى عدد من المحافظات الجنوبية، مثل أبين، لحج، الضالع، شبوة، والمهرة، وسبقها عقد عدة لقاءات مستمرة مع القادة العسكريين والأمنيين الجنوبيين والوزراء للاستماع إليهم ومناقشة ما تتطلبه المرحلة لإيجاد الحلول التي تخفف من معاناة شعبنا الجنوبي جراء الأوضاع التي أنهكته في الجوانب الاقتصادية والخدماتية وانهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية... جميع هذه التحركات تحمل دلالات سياسية وعسكرية وإدارية مهمة، وتكشف عن عدة أهداف يمكن تحليلها على النحو التالي:

#أهداف زيارات الرئيس الزبيدي التفقدية للمحافظات الجنوبية..!!

1) تعزيز الحضور السياسي والميداني للمجلس الانتقالي الجنوبي

هذه الجولات تؤكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي يعمل على تعزيز سيطرته الفعلية على الأرض، خاصة في ظل التحديات السياسية والعسكرية التي تواجه الجنوب.

الظهور المباشر للزبيدي بين القوات والأهالي يعزز شرعيته ويعطي رسالة واضحة بأنه موجود على الأرض وليس مجرد قائد سياسي بعيد عن الواقع.

2) ضبط الأمن والاستقرار في المناطق المحررة

المحافظات التي زارها الرئيس الزبيدي، أبين وشبوة ولحج ، شهدت في السابق اضطرابات أمنية ونشاطًا لمجموعات إرهابية مثل القاعدة، بالإضافة إلى تحديات تتعلق بوجود بعض القوات التابعة للحكومة الشرعية أو الموالية للإصلاح.

هذه الزيارات قد تكون جزءًا من إعادة ترتيب الوضع الأمني في هذه المناطق، خاصة بعد العمليات العسكرية الأخيرة ضد الجماعات الإرهابية.

3) تعزيز الجبهة الداخلية في ظل التحديات الإقليمية والدولية

الوضع السياسي في اليمن يشهد تحولات مهمة، سواء فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية، أو في ظل التوجهات الإقليمية والدولية بشأن مستقبل الجنوب... وتحركات الزبيدي الميدانية قد تكون محاولة لضمان وحدة الصف الجنوبي، وطمأنة القبائل والقيادات المحلية حول مستقبل الجنوب.

4) دعم القوات العسكرية وتعزيز الجاهزية القتالية

الزبيدي، بصفته أيضًا نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، له نفوذ واسع على القوات الجنوبية، خاصة الحزام الأمني، العمالقة، والنخب الشبوانية، وزياراته الأخيرة قد تكون جزءًا من خطة إستراتيجية لإعادة هيكلة القوات الجنوبية وتعزيز استعدادها لمواجهة أي تهديدات مستقبلية، سواء من الحوثيين من قبل التنظيمات الإرهابية او من أي أطراف أخرى تسعى لزعزعة الأمن في الجنوب.

5) تأكيد الوجود الجنوبي في المهرة

زيارة المهرة لها بعد استراتيجي خاص، فهي محافظة بعيدة عن النزاع المباشر ولكنها تحمل أهمية كبيرة كونها منطقة حدودية مع عمان ، وقد يكون الهدف من الزيارة إرسال رسالة سياسية مفادها أن الجنوب بكل مناطقه موحد تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وأيضًا الاطلاع على الأوضاع هناك وسط التنافس الإقليمي على النفوذ في المحافظة.

وتأتي زيارة الرئيس إلى محافظات الجنوب في خضم التحديات والحروب السياسية والعسكرية والاقتصادية والخدماتية المسيسة.

وتؤكد صلة القيادة الوثيق بالشعب كل الشعب على السواء في مواجهة كل الأزمات والحروب ومن نفس الخندق في سبيل انتصار المشروع الجنوبي القائم على استعادة الحق المتمثل بعودة الدولة الجنوبية...ومواجهة الحروب الاقتصادية والخدماتية التي يعاني منها شعبنا بجملة من المشاريع التنموية الواعدة .

#زيارات الزبيدي في ظل الخطوات التي اتخذها الحوثيون مؤخراً مثل فتح طرقات المحلحل وعقبة ثرة في ابين..!!

ربط زيارات الرئيس عيدروس الزبيدي الأخيرة إلى محافظات الجنوب بالخطوات التي اتخذها الحوثيون مؤخرًا، مثل فتح طريق المحلحل بين أبين والبيضاء، والاستعداد لفتح طريق عقبة ثرة بين أبين وعدن، يكشف عن أبعاد استراتيجية وأمنية أعمق، ويمكن تحليل الأمر من عدة زوايا:

1) إعادة التوازن العسكري في ظل تحركات الحوثيين

فتح الحوثيين لطريق المحلحل وعقبة ثرة يشير إلى أنهم يسعون لتعزيز نفوذهم في المحافظات الوسطى، وربما تمهيدًا لخطوات سياسية أو عسكرية قادمة. هذه المناطق تشكّل ممرات استراتيجية تربط الجنوب بمناطق سيطرتهم في البيضاء ومأرب ما قد يسمح لهم بزيادة تحركاتهم العسكرية أو الاقتصادية باتجاه الجنوب.

وتحركات الزبيدي الميدانية قد تكون استجابة لهذه التطورات، عبر تعزيز الجاهزية الأمنية والعسكرية في المناطق القريبة من خطوط التماس، خصوصًا في أبين وشبوة، لضمان عدم استغلال الحوثيين للهدوء النسبي في الجبهات لإحداث اختراقات ميدانية.

2) رسالة سياسية في مواجهة تكتيكات الحوثيين

فتح الطرقات يأتي ضمن سياسة الحوثيين لتحسين صورتهم أمام المجتمع الدولي وإظهار أنفسهم كطرف يسعى إلى السلام، خصوصًا مع تصاعد الجهود الإقليمية والدولية للحل السياسي في اليمن. لكن على الأرض، قد يكون لهذا الأمر تأثيرات أمنية وسياسية على الجنوب، خصوصًا إذا استُخدم كوسيلة لاختراق مناطق النفوذ الجنوبي أو خلق حالة من الضغط السياسي على المجلس الانتقالي الجنوبي.

زيارات الزبيدي الميدانية، لا سيما إلى المهرة وشبوة وأبين، يمكن قراءتها كجزء من تحرك استباقي لقطع الطريق أمام أي محاولة لتوسيع نفوذ الحوثيين جنوبًا، أو على الأقل ضمان بقاء السيطرة الجنوبية على هذه المناطق، وعدم السماح بتحولات قد تؤثر على مستقبل القضية الجنوبية.

3) مواجهة أي اختراقات أمنية محتملة

التجربة السابقة في المناطق التي تم فتح الطرق فيها أظهرت أن الحوثيين قد يستغلون ذلك لتمرير خلايا أمنية أو لتوسيع شبكاتهم الاستخباراتية.

أبين، على سبيل المثال، سبق أن شهدت تحركات لمجموعات إرهابية وتنظيمات مسلحة، وبالتالي فإن الزبيدي ربما يهدف إلى تعزيز التنسيق الأمني بين القوات الجنوبية، ومنع أي تهديد محتمل قد يأتي مع فتح هذه الطرق.

4) تثبيت النفوذ الجنوبي في ظل مفاوضات الحل النهائي

المجلس الانتقالي يدرك أن أي تغييرات على الأرض الآن ستؤثر على شكل الحل السياسي القادم. إذا تمكن الحوثيون من بسط نفوذ غير مباشر في بعض مناطق الجنوب من خلال هذه التسهيلات، فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف موقف المجلس الانتقالي في أي مفاوضات مستقبلية.

ولذلك، فإن تحركات الزبيدي تسعى إلى تثبيت السيطرة الميدانية، وضمان بقاء الجنوب موحدًا سياسيًا وعسكريًا في ظل هذه المتغيرات.

و إذا نظرنا إلى زيارات الزبيدي في سياق التحركات الحوثية الأخيرة، فإنها ليست مجرد جولات ميدانية روتينية، بل تأتي كرد فعل استراتيجي، يهدف إلى:

ضمان الجاهزية الأمنية والعسكرية في المناطق القريبة من خطوط التماس.

منع أي اختراقات حوثية عبر الطرق المفتوحة حديثًا.

إظهار موقف سياسي قوي أمام المجتمع الدولي بأن الجنوب يسيطر على مناطقه ولا يقبل أي اختراق غير مبرر.

تعزيز النفوذ الجنوبي على الأرض استعدادًا لأي تسوية سياسية قادمة.

باختصار، الزبيدي يتحرك لإعادة ترتيب الأوضاع قبل أن تتحول خطوات الحوثيين إلى مكاسب استراتيجية على الأرض، خصوصًا في ظل المفاوضات الجارية حول مستقبل اليمن.

الخلاصة :

تحركات الرئيس عيدروس الزبيدي الأخيرة تأتي في توقيت حساس، وتؤكد أنه يعمل على تعزيز نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي، وضمان الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية، وتحضير الساحة لأي استحقاقات سياسية أو عسكرية قادمة. هذه الجولات ليست مجرد زيارات بروتوكولية، بل تحمل أهدافًا استراتيجية ترتبط بالمستقبل السياسي والعسكري للجنوب.

------
* رئيس تحرير موقع (صوت الشعب الأخباري)




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.