كتابات وآراء


26 أغسطس, 2024 10:28:00 م

كُتب بواسطة : عدنان خليفة - ارشيف الكاتب




شهد جنوب اليمن تحولات سياسية كبيرة على مر العقود، بدءًا من الاستقلال عن الاستعمار البريطاني في عام 1967، مرورًا بفترة الوحدة مع الشمال في عام 1990، وصولًا إلى النزاعات والحروب الأهلية التي أثرت بشكل كبير على المشهد السياسي في المنطقة.

1. الاستقلال والوحدة
بعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، تأسست جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، التي تبنت النظام الماركسي. استمرت هذه الفترة حتى إعلان الوحدة مع شمال اليمن في عام 1990، والتي كانت تهدف إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد. ومع ذلك، لم تدم الوحدة طويلًا، حيث اندلعت حرب أهلية في عام 1994 بين القوات الشمالية والجنوبية، مما أدى إلى تعميق الانقسامات بين الطرفين1.

2. الحراك الجنوبي
في عام 2007، بدأ الحراك الجنوبي كحركة احتجاجية تطالب بحقوق الجنوبيين الذين تم تسريحهم من الجيش والخدمة المدنية بعد حرب 1994. تطورت هذه الحركة لتصبح مطالبة بالانفصال عن الشمال وإعادة تأسيس دولة جنوب اليمن المستقلة. تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017 بدعم من الإمارات العربية المتحدة، ليصبح أحد أبرز القوى السياسية في الجنوب2.

3. التدخلات الخارجية
لعبت التدخلات الخارجية دورًا كبيرًا في تشكيل الواقع السياسي في جنوب اليمن. تدخلت السعودية والإمارات في النزاع اليمني من خلال عملية “عاصفة الحزم” في عام 2015، بهدف دعم الحكومة الشرعية ضد الحوثيين. هذا التدخل أدى إلى تعقيد المشهد السياسي وزيادة الانقسامات بين الفصائل الجنوبية3.

4. الانقسامات الداخلية
تواجه الطموحات السياسية لجنوب اليمن تحديات كبيرة بسبب الانقسامات الداخلية بين المكونات الجنوبية.

هذه الانقسامات تعيق تحقيق الاستقرار السياسي وتزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.

المجلس الانتقالي الجنوبي، رغم قوته، لا يحظى بإجماع كامل بين جميع الجنوبيين، مما يزيد من صعوبة تحقيق أهدافه السياسية.

لا ينبغي أن تصرف الانقسامات القائمة بين المجموعات السياسية الجنوبية النظر عن حقيقة أن المطالب الجنوبية في جوهرها مطالب عادلة ضد حالة التهميش والحرمان التي كانت سائدة في الجنوب في السنوات الماضية. لكن الخصومات السياسية أفسحت المجال أمام السياسيين الجنوبيين، فضلًا عن الأفرقاء السياسيين من خارج الجنوب (في شمال اليمن أو في مختلف دول المنطقة) لاستغلال القضية الجنوبية من أجل تحقيق غاياتهم الخاصة.

هذا الوضع المؤسف يجب أن يدفع الجنوبيين للاتفاق في ما بينهم حول نوع العلاقة التي ستجمعهم مع سائر مناطق اليمن، على أن يشكّل الحوار الشفاف خطوة أولى على هذا المسار.

5. المستقبل السياسي
المستقبل السياسي لجنوب اليمن لا يزال غير واضح، حيث تستمر النزاعات والانقسامات في التأثير على المنطقة. تحقيق الاستقرار يتطلب توافقًا بين الفصائل الجنوبية وتعاونًا مع القوى الإقليمية والدولية لتحقيق حل سياسي شامل للنزاع اليمني.