كتابات وآراء


08 أكتوبر, 2024 02:14:00 ص

كُتب بواسطة : حافظ الشجيفي - ارشيف الكاتب



كتبه/حافظ الشجيفي:

تعيش مدينة عدن، عاصمة الجنوب العربي، حالة من الفوضى المرورية التي تتجلى في شوارعها يومًا بعد يوم. فقد غابت القوانين المرورية التي تنظم حركة السير تماما، لتتحول الشوارع إلى ساحات لحركة عشوائية، حيث تسير المركبات ووسائل النقل وفق مزاجية السائقين فقط. هذا الوضع المتردي يثير القلق ويستدعي تساؤلات حقيقية حول دور إدارة المرور في معالجة هذه الأوضاع.

وفي ظل هذا المشهد الفوضوي، أعلنت إدارة المرور في عدن عن حملة جديدة تهدف إلى التفتيش على الوثائق القانونية للمركبات، مثل رخصة القيادة وملكيات السيارات والبيانات الجمركية. ولكن، هل من المنطق أن تركز الحملة على الوثائق في وقت تعاني فيه حركة السير من العشوائية والانفلات المروري؟

إن تنظيم حركة المرور يجب أن يكون الأولوية القصوى لأي إدارة مرورية. فبدلاً من التركيز على الوثائق، كان من الأجدر أن تُبذل جهود أكبر لضبط حركة السير ومعاقبة المخالفين. كيف يُمكن للسائقين أن يبرزوا وثائقهم المطلوبة بينما تتداخل المركبات في زحام شديد يؤدي إلى اختناقات مرورية متزايدة الناس في غنى عنها؟

إن أهمية تنظيم حركة السير لا تقتصر فقط على تعزيز السلامة العامة، بل تمتد لتشمل تحسين جودة الحياة في المدينة. فالاكتظاظ المروري يؤثر سلباً على الاقتصاد المحلي ويزيد من التوترات اليومية بين المواطنين. لذا، فإن الحلول الفعالة يجب أن تتجاوز مجرد التفتيش على الوثائق لتشمل استراتيجيات شاملة تهدف إلى إعادة تنظيم حركة المرور وتطبيق القوانين بشكل صارم.

من الواضح أن الحملة الحالية، بصرف النظر عن نواياها ، قد تساهم في زيادة الزحام بدلاً من حله. فالتوقف المفاجئ للتفتيش على الوثائق قد يؤدي إلى إرباك حركة السير، مما يزيد من معاناة السائقين والمارة والركاب. وفي الوقت الذي يُفترض فيه أن تُعزز هذه الحملة الانضباط المروري، يبدو أنها تفتقر إلى الرؤية الشاملة التي تتطلبها الحالة الراهنة.

إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الغرض الحقيقي من هذه الحملة في ظل الفوضى المرورية التي تعاني منها المدينة؟ كيف يمكن لإدارة المرور أن تعالج مشكلة الزحام والاختناقات المرورية إذا كانت تركّز على وثائق السيارات فقط؟

إن الحاجة إلى تنظيم حركة السير يجب أن تكون الأولوية قبل أي شيء آخر. فبدلاً من البحث عن الوثائق في خضم الفوضى، ينبغي على إدارة المرور أن تعمل على وضع آليات فعالة لضبط الحركة ومعاقبة المخالفين.

في الختام، تبقى الأسئلة مفتوحة حول فعالية الحملة الحالية وأهدافها الحقيقية. هل هي مجرد إجراء شكلي أم خطوة نحو تحسين الوضع المروري في عدن؟ يحتاج المواطنون إلى رؤية واضحة وخطط ملموسة تعيد لهم الأمل في شوارع أكثر أماناً وانضباطاً وسلاسة إن العمل على تنظيم حركة السير يجب أن يكون هو الهدف الرئيسي، لأن الفوضى المرورية لن تُحل بالتأكيد من خلال التركيز على الأوراق والوثائق القانونية للمركبات.