أخبار محلية

17 ديسمبر, 2024 04:50:43 م
عدن (صوت الشعب) صديق الطيار:
بدعم ورعاية قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحت إشراف إدارة الإعلام والثقافة في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن، انطلقت صباح اليوم في معهد جميل غانم للفنون الجميلة بمدينة عدن القديمة (كريتر)، فعاليات "مهرجان الأغنية العدنية الأول"، الحدث الثقافي والفني البارز الذي يهدف لإبراز جمال الأغنية العدنية وروحها الأصيلة، التي طالما ارتبطت بذاكرة الزمن الجميل في عدن، ويسلط الضوء على رموز الموسيقى والفن الذين أثروا المشهد الثقافي العدني، ويستمر على مدى ثلاثة أيام.

وافتتحت فعاليات المهرجان في يومه الأول (اليوم الثلاثاء) بإقامة معرض فني فريد من نوعه، في معهد جميل غانم، تم من خلاله عرض صور تاريخية تُعرض لأول مرة بدقة عالية لفنانين وموسيقيين وشعراء عدنيين بارزين، بالإضافة إلى عرض مقتنيات شخصية نادرة لبعض أولئك الفنانين.

وتقام في اليوم الثاني للمهرجان (يوم غد الأربعاء) ندوة ثقافية عن الأغنية العدنية "الجذور والتاريخ"، تستعرض تاريخ وعراقة وأصالة الأغنية العدنية، وارتباطها بالأرض والإنسان وجماليات عدن التي تغنى بها وبجمالها الكثير من الأدباء وكتاب الشعر الغنائي، حيث تنطلق الندوة عند الساعة الرابعة عصراً.

ويختتم المهرجان فعالياته في اليوم الثالث (يوم الخميس) بمسك ختام متميز، حيث يقام عند الساعة السابعة مساءً الحفل الفني الساهر للأغنية العدنية، تقدم خلاله العديد من الأغاني العدنية المعروفة والمشهورة التي صدح بها نجوم الغناء العدني أيام الزمن الجميل، والتي مازالت تتناقل كلماتها وألحانها العذبة والمتميزة بين أسماع أجيال الفن العدني الجنوبي الأصيل حتى اللحظة.

ومن المتوقع أن يشهد المهرجان الغنائي والفني الثقافي، الذي سيقام في قاعة وساحة معهد الفقيد جميل غانم للفنون الجميلة بمديرية صيرة، حضوراً شعبياً جماهيرياً حاشداً، خاصة من قبل الأسر والعائلات العدنية التي طالما أحبت وتغنت بهذا اللون الغنائي العدني الجنوبي المتميز والفريد.

وفي تصريح له، قال الأستاذ خالد شوبه، عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان، إن "إقامة مهرجان الأغنية العدنية الأول يحمل دلالات ويبعث رسائل للداخل والخارج، فإلى جانب أنه يهدف إلى استحضار جماليات وعبق ماضي الموروث الفني والغنائي، اللون العدني خصوصاً والجنوبي عموماً، وتعريف الجمهور بأصالته وتميزه وللحفاظ عليه من الاندثار، فإن المهرجان يبعث رسائل للداخل والخارج مفادها أن لشعب الجنوب العربي حضارة وهوية وتاريخ يميزه عن غيره منذ القدم، حقيقة ماثلة للعيان لا يمكن تجاهلها أو العبث بها".

وأضاف قائلاً: "يعد الغناء رسالة أكثر من كونه موهبة وإبداعاً وفناً راقياً، فهو يعكس ثقافة وواقع حال المجتمع.. له عدة ألوان منها الغناء الغزلي والنضالي الملحمي والمعبر عن واقع حال البلد. وللأسف، فقدت العاصمة عدن أكثر مطربيها وروادها الكبار، تاركين خلفهم إسهامات وإرثاً لا يزال صداه حياً يتردد في الأرجاء حتى اللحظة، ونعول على الجيل الجديد والمواهب الصاعدة في حمل ذلك الموروث الفني الفريد وتجديده وإيصاله بطريقة عصرية لأسماع العالم".

واستطرد الأستاذ خالد شوبه بالقول: "لقد اشتهرت العاصمة عدن منذ القدم بحركة غنائية مميزة، جذبت الجماهير وشريحة كبيرة من الشعراء والفنانين والمختصين في مجال الفن والغناء من جميع أنحاء الجنوب والوطن العربي، وكانت العاصمة عدن واجهة ثقافية وحاضنة للإبداع بكافة أشكاله".

وختم قائلاً: لقد حان الوقت لتضافر الجهود لإحياء الحركة الفنية والغنائية بالعاصمة عدن، على أن لا يختفي تراث كبار المطربين والرواد الأوائل التي نحن اليوم بصدد بث الروح فيها".

من جانبه أوضح الأستاذ ياسر عبد الباقي، نائب مدير إدارة الثقافة والإعلام بانتقالي العاصمة عدن، أن "الهدف الرئيس من المهرجان هو إحياء الأغنية العدنية، وتعريف الأجيال الجديدة بأهميتها ودورها في تشكيل الهوية الفنية والثقافية للمدينة. ونسعى لتعزيز مكانة عدن كمركز ثقافي غني بالإبداع والفن، وإظهار عمق التراث الفني العدني الذي يستحق أن يُحتفى به".

وتابع قائلاً: "نريد أن نوصل رسالة بأن الحفاظ على التراث الفني العدني هو مسؤولية جماعية، وأن الفن هو وسيلة لجمع الناس حول تاريخ وهوية مشتركة.
ورسالتنا للخارج أننا نطمح إلى تقديم عدن للعالم كمدينة ذات إرث ثقافي وفني مميز، وتعريفهم بجمال الأغنية العدنية التي تمثل جزءاً أصيلاً من الثقافة الجنوبية.

وأكد عبدالباقي في ختام حديثه أن "المهرجان يهدف بشكل مباشر إلى تعزيز الهوية الجنوبية، من خلال تسليط الضوء على الأغنية العدنية، التي تعد رمزاً ثقافياً وفنياً يجمع أبناء عدن. عرض الصور النادرة ومقتنيات الفنانين يعزز من ارتباط الجمهور بتراثهم، ويجذر أواصر النسيج الجنوبي عبر الاحتفاء بماضيهم".

واعتبر الأستاذ نزار القيسي، مدير العلاقات العامة والإعلام بمكتب الثقافة بعدن، مهرجان الأغنية العدنية الأول "من الأعمال النادرة التي يقوم بها شبابنا هذه الأيام، لإظهار الأغنية العدنية وروادها من فنانين وشعراء وملحنين"..
مؤكداً أنها "فرصة جميلة لنعرف الجيل الجديد بفنانينا العظام، أمثال الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم وخليل محمد خليل وأحمد باقتادة ومحمد سعد عبدالله، وثلة من نجوم اللون الغنائي العدني".

وأضاف: "نحاول من خلال هذا المهرجان أن نعزز من مكانة الأغنية العدنية، ونرسخ أسماء الفنانين العدنيين في أذهان شبابنا من الجيل الجديد ليتعرفوا عليهم ويستفيدوا من أعمالهم".

وأردف القيسي قائلاً: "طبعاً المعرض الذي أقيم اليوم يعرض صور نادرة جداً للفنانين والموسيقيين من رواد الأغنية العدنية، بذلنا جهداً كبيراً حتى تحصلنا عليها"..

مختتماً تصريحه بالقول: "طبعاً يوم غد الأربعاء سيشهد المهرجان، في يومه الثاني، ندوة عن الأغنية العدنية، وفي يومه الثالث والأخير يوم الخميس، سيكون هناك حفل فني غنائي لأغاني الفنانين العدنيين، ممن أفنوا حياتهم في إثراء الساحة الفنية والثقافية العدنية بأجمل الأعمال الغنائية العدنية المتميزة، يؤديها مجموعة من الفنانين من شبابنا العدني".

والتقينا في المعرض الصحفي في الجانب الفني والثقافي، الأستاذ عبدالرحمن أحمد عبده، والذي تحدث إلينا قائلاً: "طبعاً فكرة إقامة المعرض بحد ذاتها كانت خطوة متقدمة، لأن هناك ناس يهتمون بالأغنية اليمنية التي نلاحظ أنها توقفت، ومنها اللون الغنائي العدني، فلم نشهد أي أسماء جديدة من الفنانين في بلادنا خلال عقود من الزمن.. توقفنا عند الفنانين أحمد بن أحمد قاسم والمرشدي والزيدي ومحمد سعد وفتحية الصغيرة وأمل كعدل وغيرهم".

وحول انطباعه عن معرض الصور قال الصحفي عبدالرحمن عبده: "احتوى المعرض على صور شخصية نادرة لرواد الأغنية العدنية، ورأيت الجمهور الزائر للمعرض مندهشاً من هذه الصور التي ربما الكثير منهم يراها لأول مرة.. وندعو القائمين على المهرجان والمعرض أن يبحثوا أكثر عن صور لرواد الفن العدني في المهرجانات القادمة، وأنا متأكد أنهم سيجدون صوراً أكثر من هذه من خلال البحث في أرشيف المكتبة الوطنية أو في أرشيف اكتوبر أو حتى من أرشيف الخارج.. متمنياً للقائمين على هذا المهرجان كل التوفيق والنجاح".




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.