19 يونيو, 2024 11:14:29 م
عدن/صوت الشعب/خاص:
كتب/محمد جلال:
فوضت المقاومة الجنوبية المناضل أديب العيسي للقيام بتيار سياسي، ولكن أديب العيسي طالب بالتأني.
خلال متابعتنا للمشهد السياسي الجنوبي اتضح للجميع أن الانتقالي يرفض رفضًا قاطعًا لموضوع الشراكة الوطنية، ووجدنا أن أهدافه هي البحث عن سلطة وليست دولة، وهذا مايعلمه ويقوله الجميع.
كل سلطة في العالم توجد لها معارضة سياسية لبناء الأوطان، وتكون فاعلة أمام سياسة الحكم الواحد الشمولي والإقصاء والتهميش وعدم إيجاد رؤية واضحة وأيضًا عدم بناء المؤسسات بطابعها الوطني، وهذا هو من دفع الأحرار في هذا الوطن لتفويض المناضل أديب العيسي، الذي يحمل مشروع الوفاق السياسي الجنوبي منذُ عقدين من الزمن، ولكن مافهمته من خلال طلب العيسي للمقاومة بالتأني أعتقد أنه يريد بذلك إجماع وطني على ذلك من جميع المحافظات والمناطق الجنوبية وتوفير أسس النجاح بطرق سلمية وديموقراطية .
اليوم نحن على محك خطير ومهم لتصحيح المسار السياسي وتحسين الوضع المعيشي والخدماتي، بعد عجز حكومة المناصفة بل فشلها الواضح في تحقيق ذلك .
حسب المعلومات التي وردتني أن هناك مايقارب ٢٦ ألف مؤيد لهذه الخطوة في العاصمة عدن، ومن جميع أطياف المجتمع .
ولكن السؤال الذي لم أجد له إجابة:
عندما طالب العيسي بالتأني هل لأن لديه أمل في داخله بتعديل الانتقالي سياساته، أم أن هناك أشياء أخرى يتم ترتيبها في الخفاء ؟
وفي ظني أن هناك تيار قادم قادم إما أن يكون وطني وإما أن يكون بدعم من دولة إقليمية، والأفضل لنا كشعب أن يكون تيار وطني .
يجب على المناطق المحررة النهوض اقتصاديًا وسياسيًا وخدماتيًا، وهذا لن يتم إلا في المناخ الديموقراطي وتقديم الرؤى السياسية الواضحة .
كل القيادات الجنوبية اليوم في عنق الزجاجة، إما توحيد الصفوف فيما بينهم أو العودة إلى صنعاء مرة أخرى، والرهان اليوم سيكون على الداخل وليس الخارج هذا بحسب تقديري .
ولكن مايهمني اليوم أن الانتقالي سيرفض وجود تيار وطني جنوبي منازعًا له في المناطق المحررة، رغم أنه وافق على الشراكة في حكومة المناصفة مع أحداث صنعاء، الموضوع تعقد أكثر، سيقبل الانتقالي بأي تيار يخضع لهيمنته، أو تيار مدعوم أقليميًا مجبرًا، وسيرفض أي تيار وطني داخلي مستقل، لهذا وصلت لقناعة بأن المناضل والحكيم أديب العيسي كان محقًا في موضوع التأني .
دائمًا مانرى الشرفاء الوطنيون يهمون مصلحة الشعب والوطن وليست مصالحهم الشخصية أو المناطقية أو الجهوية، وهذه تقديراتي الشخصية ولا أعلم هل أنا صائب أم خاطئ .
في الأخير نجاح القضية الجنوبية سيكمن بالشراكة الوطنية والتوافق الجنوبي...
فكيف سيتم هذا.. هنا مربط الفرس..؟