كتابات وآراء


13 يوليه, 2022 10:52:00 م

كُتب بواسطة : نعمة علي احمد السيلي - ارشيف الكاتب


بقلم: نعمة علي احمد السيلي

قررت وزارة التربية والتعليم بدء العام الدراسي 2022/2023 بتاريخ 15اغسطس وفي الوقت نفسه أعلنت نقابة المعلمين الجنوبيين الإضراب الشامل إغلاق كل المدارس في محافظة عدن .. سؤال يفرض نفسه على الحكومة وعلى نقابات المعلمين الحنوبيين .

لماذا تنتهك حقوق الاطفال في عدن دون غيرها إلا يعني هذا ترسيخ عدم المساواة والتمييز خاصة مع أستمرار الدراسة في المحافظات الأخرى وفي مدارس القطاع الخاص في وقت يتطلع التلاميذ بفرح كبير لاستقبال العام الدراسي الجديد .

يفكر الآباء وأولياء الأمور كيف يواجهون طلبات أبناءهم في ظل هذه الظروف الصعبة حيث ترتفع الأسعار كل يوم .يستدين بعض الآباء من أصدقائهم وتفكر بعض الأمهات ببيع ما تحتفض به من حلي على قلة ما يملكن ..

أعتقد تدركون أن كل ام وكل اب لا حديث لهم إلا كيف يهيؤون لأبنائهم طلبات المدرسة بعض الأسر لديها أربعة وخمسة وستة اطفال في سن المدرسة... أنها مشكلة بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود أو الأسر التي لم يستلم رب الأسرة راتبه منذ عدة أشهر
كيف السبيل الى ذلك.

وفجأة يأتي أحدهم ليقول إن المعلمين في مدارس التعليم العام الحكومية سيضربون اعتبارا من أول العام الدراسي أنه خبر فاجع كابوس يقتل الفرحة التي تداعب مشاعر التلاميذ و الفجيعة للأسر .

لماذا الإضراب .. ؟؟
نعم ...المعلمون يعيشون ظروفا صعبة ويطالبون بحقوق مشروعة منذ عدة سنوات ...نعم هناك ظلم يتعرض له اخوتنا المعلمين/ات ولم تنظر الحكومة لمطالبهم ..للاسف منذ ثلاث سنوات والمعلمين في حالة اضراب ورفعوا إضرابهم لعل الحكومة ستستجيب لمطالبهم المشروعة اكن يظهر أن هذه الحكومة في حالة غياب كامل عن ممارسة مسؤوليتها في إدارة شؤون البلاد أنها حكومة تمارس دورها عن بعد غائبة عن الساحة غائبة عن الوطن غائبة عن تطلعات الشعب رهنت نفسها في فنادق الرياض، لا تعلم حجم المعاناة التي يواجهها ابناء الشعب ومنهم المعلمين.

لن اتطرق الى تسيس الحقوق فقد تعرت سوءة الحكومة عندما وجدت نفسها ملزمة بدفع مستحقات مالكي الشركات المؤجرة للطاقة سأنظر اليها من وجهة نظر اخرى .

كما أشرت جميعنا مقتنعين ان مطالب المعلمين مشروعة ولكن نظل عند رأينا بأنهم سيتحولون من ضحية الى جلاد في ظل حكومة تمارس انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الأنسان حتى تحرم الاطفال من حق التعليم عندما تمارس العناد كطفل متأكدا أنه سيكسب الرهان.

نناشدكم بصفة البعض منكم أباء وامهات فاغلاق المدارس له تأثير على طلاب الأسر الفقيرة والمعدمة المحرومة من أبسط احتياجاتها الضرورية خاصة وان هناك قطاع لا يستهان به من القادة العسكريين والمبعدين قسرا محرومين منذ أشهر من أستلام رواتبهم التي هي حق وليس صدقة او منة من أحد غير قادرين وامثالهم الاسر المعدمة من ادخال اطفالهم. مدارس خاصة .

إضافة الى ان بقاء الأطفال دون دراسة من المحتمل ان يكتسبون من بعض اقرانهم سلوكيات حطيرة مثل تعاطي المخدرات ويتعرضون للتحرش الجنسيّ خاصة أطفال الأسر العاملة التي بعضها يظل أطفالهم في الشوارع.

هل مجلس القيادة الرئاسي يدرك جسامة المعاناة وهل سعى إلى إيجاد بعض الحلول التي تساعد على استمرار العملية التربوية أو أنه في غفلة من هذا الأمر بالرغم من حجم المأساة التي ستنتج عن توقف الدراسة في المدارس الحكومية في محافظة عدن
نحن متعاطفين مع المدرسين ولكن توقيت أعلان الإضراب ليس في صالحهم في ظل المعاناة التي يعيشها المواطن في عدن.

متى سنرى معالجات مجلس القيادة الرئاسي لعدد من المشاكل التي تواجه هذه المحافظة واثقلت كاهل المواطنين فيها ولم يلوح في الأفق أي حل منذ الإعلان عن مجلس القيادة الرئاسي الذي مر على تأسيسه مائة يوم .

هل تمكن مجلس القيادة الرئاسي من تحديد الأولويات التي بحاجة إلى حلول عاجلة أو لازال بعيش حالة التخبط وفقدان الرؤية لان المواطن وصل الى مرحلة الياس في ظل الغياب الكامل لمعالجات وحلول جدرية للمشاكل التي أصبحت ترهق كاهلة.