19 سبتمبر, 2021 12:09:00 ص
مشكلتنا تكمن في الفكر الأحادي الذي يرى أنه على صواب وغيره في ضلال ولا يقبل بالرأي الأخر ويرميه بشتى أنواع التهم
ولم نقدر خطورة هذا الأمر بأنه أنعكاس حقيقي وتعبيرا عن أفلاس أخلاقي ومكابرة للأعتراف بالأسباب التي أوصلتنا إلى مانحن فيه ونوهم الناس أننا بخير مهما ساءت الأمور وأننا لسنا بحاجة إلى مراجعة النفس الأمارة بالسؤ وكل مافي الأمر أننا نتعرض لمؤامرة وكل ما نحتاجه أن نكون يقظين لهؤلاء وسوف تكون الأمور بخير وننسى أننا نمثل الطرف الأخر للمؤامرة ولا يمكن للمعادلة أن تسير وتتوازن مالم نكون مشاركين أساسين في المؤامرة عبر سلبيتنا وبعدنا عن تشخيص ودراسة و معرفة المسببات الموضوعية لما ألت إليه اوضاعنا
يجب على الجميع تحكيم العقل والأعتراف بأن المسؤولية مشتركة إلى ما وصلنا إليه وسبحانه وتعالى القائل
(( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
قيادة الأنتقالي بحكم تواجدها في عدن على دراية كاملة بحجم معاناة المواطنين بسبب السياسة الاقتصادية الخاطئة للحكومة التي زادت من حدة الازمة الاقتصادية وعدم قدرتها على إعادة التوازن لحياتهم المعيشية والتي انعكست أثارها سلبا على مستوى معيشة الغالبية العظمى من المواطنين وأصبحوا يعيشون في بؤس وشقاء
وفي ظل هذا الوضع كان حريا بقيادة الانتقالي أن تكون سباقة في تبني قضايا المواطنين المطلبية وتتصدر المشهد لأن خروج المواطنين الى الشارع نتيجة حتمية بعد تدهور مستوى الخدمات العامة الى حدها الأدنى وأصبح البعض بدون رواتب لأكثر من ثمانية اشهر والبعض الأخر رواتبهم في ظل الارتفاع الجنوني للعملة الأجنبية التي تتحكم بها قوى العرض والطلب لاتكفي لاشباع الحاجات الإنسانية الأساسية للأسرة بصورة مقبولة وأصبحت شريحة واسعة من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر الأعلى الذي عرفته منظمة الأمم المتحدة بان المقصود به (( الغداء والملبس والمسكن والتعليم والصحة والمواصلات ))
فهل ياترى اداركت قيادة الانتقالي أهمية تصحيح موقفها من المتظاهرين في محافظة عدن وتعاملها مع الاحتجاجات كقوة أسناد ودعم للمطالب المشروعة للمواطنين وليس قوة قمع وكأنها شرطي الحكومة العاجز ة عن تجمل المسؤولية
وهذا سيمكنها من تفويت الفرصة على من يريد أن يستغل فجوة الخلاف الذي يعيشه الإنتقالي مع غيره من مكونات الحراك ويحول دون استمرار الخلاف مع غيره من المكونات ويمنع المحاولات الرامية إلى زرع الفتنة وتحويل الحراك الجماهيري عن غايته من خلال القيام بأعمال التدمير وتخريب الممتلكات العامة التي هي ملكية عامة للشعب