✅ ان كان التحالف قام بالحرب لحماية امنه وضد الانقلاب وضد التواجد الإيراني فان اداؤه سيئ في الجنوب ، وعلى المدى المتوسط والطويل سيفيد اعداءه والمصالح بلا دين ولا اخوة !!، فالمؤشرات تدل على ان دوره مجرد تهيئة إقليمية لخلق ظروف انتصار مشروع تقسيم الحرب على أسس مذهبية ، أو انها
حرب بالوكالة لفرض الاقاليم!! وفي الحالتان فهي حرب تتضاد واستقلال الجنوب !! .
✅ الدلائل تتأكد عن إهمال الجنوب وتركه يغرق على طريقة " خوفه بالموت يقنع بالحمى" والتبرير ان المرجعيات الدولية لاتتسع للقضية الجنوبية ؛ حجة متهافتة ، فقد اتسعت للانقلاب وشرعنت التفاوض معه وساوته بالشرعية ، فلم تعد إطارا مغلقا يرفض القضية الجنوبية ، إلا أن كان المراد فجروها على طريقة الحوثي !!! وستتسع لقضيتكم فهذا خيار اخر !!.
✅ الدلائل في الشمال تدل على المشروعين : الحوثي في صنعاء ولن يطاله أحد ، وإخوان اليمن في مارب ، وكذلك الحرب بقوى سلفية في أماكن اخرى !!، مؤشرات تاسيس أقاليم أو مؤشرات فرز طائفي لحرب أطول واقذر !!، إذ لا علاقة للشرعية بهما إلا بالشرعنة!! .
✅ مسؤولية التحالف تلزمه أن يعيد قراءة تجربته في الجنوب وعدن بالذات ، عبر رؤية سياسية متكاملة ، فالجنوب قضية وطنية وليست جغرافيا تخص أمنه فقط !! وعبرها يعيد تقييم علاقته بالقوى الجنوبية ، فالوحدة بابسط صورها لم تعد باقية إلا في رؤوس في مصالح الفساد وقلة قليلة من نخب جنوبية تبحث عن مسؤولية او سرقة ونهب !!، وكذلك يقيم علاقته بالشرعية وحلفائها ويعمل جديا على إعادة " فرمتتها " في الجنوب ، وكذا من هم اعداؤه ومن حلفاؤه؟ ، ويتحمل مسؤوليته في المجالات التي تتصل بحياة الناس وعمل المؤسسات والمرافق حتى الوصول بها إلى الاستقرار ، ومالم تتم معالجات جادة ، فانه لم يبق في الجنوب إلا رمي شرارة ويشتعل ، واشتعاله ليس لمصلحة الجميع ، ولن يفيد إدارته أمنيا عبر مناطق تشبه المنطقة الخضراء التي فشل الأمريكان بإدارة العراق منها.
✅ التحالف أدار عدن والجنوب المحرر بما يحقق هدفيه الظاهرين من الحرب : فاستخدم الجنوبيين كقوة حرب فقط في محاربة الانقلاب الحوثي ، ومحاربة الإرهاب ، وتخلى عن اية مسؤوليات تجاههم حتى في خدمات عدن ، والحال نفسه في كل المناطق المحررة في الجنوب ، مسؤولية تلزمها
- وهي الدول المحاربة - بتوفير خدمات المناطق التي أدارت الحرب فيها والإشراف على ادارتها ومواردها حتى يتحقق فيها الاستقرار!!
✅ قد يكون التحالف خسر مليارات لأجل ذلك، لكنه أن كان خسرها ، فقد سلمها للصوص وافاكين ، ولم يصرفوها في مصارفها !!
✅ للتحالف مسؤولية كبيرة عما يحدث في عدن!! ، ففي الجنوب مشروعان يصطرعان : مشروعية مقاومة جنوبية وحراك للاستقلال عريض وواسع وعميق ، وشرعية لسلطة " دولة مافيش" ، لا تجهل دول التحالف كلها !!! بأنها " مافيش "، باعتراف الرئيس نفسه، بانه لم يستلم من الدولة إلا علمها !! فسلم التحالف " سلطة مافيش " إدارة عدن والمناطق المحررة، لتديرها برمم بالية من منظومة مالية وادارية اقامتها صنعاء على الولاء والفساد والمحسوبية مركزيا فنخروها ثم دمرتها الحرب ، وتولتها بعد الحرب اسميا
" دولة مافيش " وكان الأقوى والأكثر تنظيما فيها اخطبوط الاخوان المسلمين المتعدد الاذرع - الوجه الآخر لصنعاء - الذي يتحكم بقرار " دولة مافيش " ويوجهه ، وإلى جانب الاخطبوط هوامير الفساد المرتبط بميشمة فساد صنعاء ، يتضح انهما المتعهدان بامساك الجنوب حتى الوصول به للانهاك ، باسم شرعية " دولة مافيش " التي شرعنة عملهما فوصلت الازمة إلى هذا المآل !!
✅ في عدن بلغت الازمات مبلغ التجويع ، حتى الأقلام التي كانت تنكر وتمجد "دولة مافيش "، اعترفت به، والجوع ليس له مشروع سياسي : اما لقمة بكرامة ، أو تدمير !!.
فحتى إدارة اغاثة صدقات التحالف تدار حزبيا !!
عبر هوامير فساد " مافيش "واخطبوط الاخوان ، وكلاهما يهمهما هزيمة مشروع الاستقلال وهزيمة التحالف في الجنوب لينتصر مشروعهم .
✅الوعي الشعبي حسي وليس تحليلي ، والضغط بالازمات والجوع لا يترك في مشاعر الناس مكانا لاستذكار ماذا قدم التحالف من إنجازات في الجنوب !!
✅ الدعوة في ظاهرها شعبية ليست سياسية، فادارة الناس بالجوع جعلت اهتمامهم بضمان ضرورياتهم!! ، لكن مآل أي حركة شعبية الوصول إلى أفق سياسي ، والصراع سيكون ضاريا بين مشروعين هما : مشروع الاستقلال يقوده الانتقالي وكل قوى الاستقلال، ومشروع اليمننة ويقوده اخوان اليمن وحلفائهم ، وماعداهما مجرد الهاء وتضليل .
✅ الإخوان المسلمين - في كل تاريخهم - بعد اية نكسة لهم لا يبتعدون عن السلطة مهما قمعتهم ؛ ويتبادلون الأدوار ، وفي حالة
" دولة مافيش" ، هم الذين يوجهونها ، اما ظاهريا فيعودون للمساجد ، ليسود اعتقاد بانهم يعتزلون نشاطات الحياة العامة، بينما حلقاتهم خارجه؛ تعد وتستعد وتتاهل، ويضخون أقوى جرعات اشاعاتهم الإعلامية في الشارع ضد خصومهم ليعيدوا صياغة الوعي وفقا لاهدافهم.
✅ مشروعهم في عدن مكتمل ومحمي للمواجهة !! والذي يعتقد بضعفهم وأنهم بلا حماية اقليمية واهم. ولديهم اوراق كثيرة من داخل الشرعية وخارجها ومنها ورقة استخدام النازحين الذين تفرقوا في حارات ونسيج المجتمع في عدن !! ، وهم سينتظرون على طريقة انتظارهم في ثورات الربيع ؛ فإذا رأوا فرصة نجاحهم سيركبونها وان لم سيحملون اعداءهم المسؤولية .
✅ خلال مرحلة ما بعد تحرير عدن تواجد الاخوان في قمة السلطة ، ويقودونها إعلاميا معها وضدها حسب مصلحتهم بمباركة التحالف أو بعضه !! . واوجدوا نموذجين :
* نموذج استقرار وتنمية في مارب ، نجح لأن الإخوان يديرونه في منطقة لم تشهد حرب وليس فيها مشروع منافس للاخوان بدون تدخلات مطلقا من "دولة مافيش" وفساد هواميرها! ، ويدعمه مال الاخوان ، ومن الغباء اعتقاد أن دخل مصفاة مأرب مصدر ثروته ونجاحه !!
* ونموذج في عدن لم يسلموه لمشروعه ، بل تولته " دولة مافيش " وجناحيها تتعامل في الجنوب " أما نحكمه أو نحترقه " ، فسادت فيه الفوضى وحرب الخدمات لتدخلاتهم وسيطرتهم مع الفساد على قرارات وتعيينات سلطة "دولة مافيش ".
صالح علي الدويل"