تعالت الأصوات حول نتائج مؤتمر الحوار الجنوبي الذي جرت أعماله خلال الفترة من 4 حتى 9مايو 2023م واظهر النقاش الذي أثاره البعض ومنهم من كانوا قد قاطعوا اللقاء التشاوري لكن مع ذلك فذلك النقاش الذي أثاره البعض وطالما نقاشهم اقتصر حول امور في اعتقادي شكلية .
فالبعض يرى أن ما جاء في الميثاق الوطني نقلا حرفيا من الميثاق الوطني لمؤتمر الحوار في صنعاء الذي جرى في عام 2012م تحت رعاية الأمم المتحدة .
والبعض الآخر اثار أن الذين تم تعيينهم في الهيئات التي شكلها الانتقالي هم في عداد الموتى وفي هذه الحالة يمكن اعتبارها نوعا من الهروب من المناقشة الجادة لما تمخضت عنه مناقشة المتحاورين واذا كان البعض ينطلق في ملاحظاته على نتائج اللقاء التشاوري من كونه لم يكن مشاركا في هذا اللقاء ولو أنه كانت لي بعض الملاحظات فقد تراجعت عنها فالحقيقة هي انه لا توجد أية موانع حالت دون مشاركة كل المكونات ولا زال هناك امكانية ليلتحق هؤلاء بالركب لا سيما وأن الانتقالي صرح أن اليد ممدودة للجميع في ظل التحديات التي تواجهنا جميعا
فالجنوب اغلى والواجب الوطني والأخلاقي يفرض عليهم تقديم التنازلات حتى وإن كانت قاسية في ظل تحميلنا مسؤولية ما جرى ويجري في الشمال هؤلاء يحاربونا بلا كلل ولا هوادة لأن كسر الجنوب يوحدهم على مختلف انتماءاتهم السياسية طبعا هذا الطرح لم يأت من فراغ بل الشواهد كثيرة بدءا من حرب 94م الظالمة وانتهاءا بحرب 2015م
بعد مقتل عفاش سمعنا من يجاهر بأن الجنوبيين تعرضوا للظلم وهذا ورب الكعبة النفاق المزيف وبالمقابل من هم في أعلى سلطة ونفوذ ليس لهم عمل مؤثر وقوي في حياتنا بل عطاءاتهم محدودة بالرغم أننا هيأنا لهم عدن عاصمة مؤقتة لممارسة أعمالهم.
وبالتالي يجب أن لا نلقي باللوم إلا على أنفسنا لانه لو كانت المواجهة معهم قوية لخرسوا وتحجموا ولصاروا في المكان الذي يليق بهم لكن فرشنا لهم جناح الذل فتسلقوا عليه وواجهوا الحسنة بالسيئة وتربعوا على أعلى هرم قيادي في الدولة في ظل انكسارهم ومارسوا علينا مرة أخرى سياسة عرابهم لأننا ظلينا مشغولين ببعضنا ولم يخطر على بالنا في كل المواجهات ان معظم الضحايا من أبناء جلدتنا .. سبحانه وتعالى القائل ((ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم)).
هذا واقعنا لا نحمل غيرنا المسؤولية لأننا لم نستوعب باننا لم نسلم من كيدهم بعد الوحدة ولا حتى بعد الهزيمة التي منيوا بها واصبحت صنعاء على بعد اثر عين وخرست الألسن التي وجدت في الجنوبيين ضالتهم وتفرقوا شعوبا وقبائل في بلاد المهجر ونسينا كليا أن كسر الجنوب الأرض والأنسان بوحدهم ونحن زدنا نفورا وتمزقا ولا نريد أن نفهم أن المؤامرة لا تنفذ إلا بوجود طرفين طرف يخطط وطرف ينفد لأن المعادلة السياسية لا تتوازن إلا بطرفين.
وللأمانة أقولها نحن الطرف المنفد هذه الحقيقة لا نضحك على أنفسنا وما مواجهات الشيخ سالم إلا دليلا على دلك لأنه لم نسمع طول ما حيينا أن في الحرب طرفا يهاجم وطرفا يدافع بل الحرب سجال
وبعد ياسادة ألم يأن الأوان لسماع صوت العقل والتعامل بمرونة وتغليب المصلحة العليا للجنوب, فالجنوب أغلى والواجب الوطني والأخلاقي يفرض على الجميع السمو فوق الجروح لتقوية الجبهة الداخلية في ظل المخاطر التي تحيط بمشروع استعادة دولة الجنوب ذلك أن الآخرين يتوحدون للحيلولة دون استعادة دولتنا الجنوب اليوم سيقف على قدميه بجهود أبنائه المخلصين ومن ثم فإن تلك الجهود إذا صدقت في مواقفها وتظافرت جهود القوى الحية المؤمنة بحق الجنوب ستنتصر قضية الجنوب وسنقف على أرض صلبة تمكنا من بناء دولة النظام القانون بعد أن عبث ضعاف النفوس وتجار الحروب بكل ماهو جميل وطيب في حياتنا واستغلوا الوضع الذي نحن فيه من الا دولة والا قانون والانظام فإذا ظلينا على هذه الشاكلة ومشغوليين بأنفسنا وبالصراع الجنوبي الجنوبي فلا شك أن الآخرين سيجدون الفرصة مواتية للحيلولة دون انتصار قضيتنا، وربما سنحت الفرصة لهؤلاء لاثارة الصراع والاقتتال بين الجنوبين مرة اخرى باعتماد الدس والفتنة والتضليل سبحانه وتعالى القائل
(( إلا أنهم في الفتنة سقطوا ))
إن علينا أن نتفهم الظروف المحيطة بنا والا نحمل غيرنا ما نواجه مسؤولية ما نحن عليه فلن نسلم من كيد الآخرين ومنذ الأيام الأولى ( لدولة الوحدة) كانت المؤامرة لتمزيق الصف الجنوبي وكسر ارادة الجنوبيين في تأسيس دولتهم.
واليوم وبعد ما حدث في صنعاء وعودة النظام العائلي و وعجز النخب الشمالية من استعادة صنعاء ووجدوا في المنفىء وسيلة اختاروها طلبا للسلامة والآمان فإنهم لا زالوا مصرين على البحث عن دولة في الجنوب يوحدهم الموقف من منع حق الجنوبيين في التحرر والسيادة وللأسف هم يتوحدون على الجنوب ونحن تمزقنا الاختلافات ولم نفهم أن الجنوب سينتصر بكل أبناءه .
إن علينا أن نفهم المرحلة الحالية وما يحيط بنا وألا نكون وقودا لمعارك جانبية المشاركون فيها الجنوبيون والضحايا من الجنوبيين وأن على الجميع أن يتوحدوا لمصلحة الجنوب ولمستقبل الجنوب لا لهدف آخر فقد سقطت جمهورية سبتمبر و تمزقت عرى الوحدة الجامعة .
إن ما يحز في النفس أن تظل الفرقة والتباين قائمين بين النخب الجنوبية. ولهذا كنت دائما كمواطنة داعية للحوار بين الجنوبيين لأن الحوار هو السبيل الوحيد لتوحيد الموقف والوصول إلى الرأي السديد وللأسف الشديد فحماسي للحوار جعل البعض يصنفني بأنني مشاغبة وهذا لن يؤثر في موقفي ولن يجعلني أتراجع عن دعوتي المخلصة للحوار فانا لا أطمح في منصب أو جاه بل أن المسؤولية الوطنية تفرض على الجميع ممارسة النقد الصادق والترفع عن الصغائر .
ففي وحدة الجنوبيين العزة وتحقيق الحياة الكريمة أما غير ذلك ما هو إلا كزبد البحر . ويبقى في الأرض ما ينفع الناس.