09 مارس, 2025 03:55:50 ص
كتب/ زيد الإدريسي:
في اليوم العالمي للمرأة، تتجدد الدعوات لتعزيز حقوق المرأة وحمايتها، غير أن المرأة اليمنية لا تزال تواجه تحديات غير مسبوقة بسبب الحرب المستمرة منذ عام 2015، والتي أفرزت انتهاكات جسيمة أثرت بعمق على حياتها اليومية ومكانتها في المجتمع.
وتشير التقارير الحقوقية إلى أن الحرب في اليمن أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 1,200 امرأة منذ عام 2015 حتى اليوم، فضلًا عن أكثر من 20,000 انتهاك موثّق بحق النساء، شملت العنف الجنسي، والاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب، خصوصًا في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، حيث تتعرض النساء للاستهداف على خلفية نشاطهن الحقوقي أو مواقف أسرهن السياسية والفكرية.
كما تواجه النساء قيودًا صارمة على حركتهن وحقوقهن الأساسية، إذ شهدت مناطق سيطرة الحوثيين تصعيدًا خطيرًا في الخطاب الديني المتشدد، مما أدى إلى فرض إجراءات تحدّ من حرية المرأة، مثل إغلاق المقاهي والمطاعم بحجة الاختلاط، ومنع وسائل تنظيم الحمل، مما يعكس تدهورًا ممنهجًا لحقوق المرأة.
وأسفرت العمليات العسكرية والقصف العشوائي عن نزوح مئات الآلاف من النساء، حيث تشير التقارير إلى وجود أكثر من 900,000 امرأة نازحة في محافظة مأرب وحدها، إضافة إلى 726 امرأة تعرضن للتهجير القسري تحت تهديد السلاح. كما عمّقت الحرب الأزمة الاقتصادية، فارتفعت معدلات الفقر بين النساء، وأصبحت الكثيرات المعيلات الوحيدات لأسرهن في ظل فقدان الرجال بسبب القتل أو الاعتقال، مما جعلهن أكثر عرضة للاستغلال والانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية.
أما على الصعيد السياسي، فلا تزال المرأة اليمنية تعاني من الإقصاء الممنهج، حيث غابت تمامًا عن التشكيلة الحكومية الجديدة، ويظل تمثيلها في مفاوضات السلام والحوارات الوطنية محدودًا للغاية، مما يعكس استمرار نهج التهميش والإقصاء.
إلى جانب تداعيات الحرب، تتعرض النساء في اليمن لأشكال متعددة من العنف الاجتماعي، بما في ذلك العنف الأسري، والزواج القسري والمبكر، والحرمان من التعليم والعمل، في ظل ثقافة مجتمعية تقليدية لا تزال تعيق وصول المرأة إلى حقوقها المشروعة
ورغم كل هذه الانتهاكات الجسيمة والمعاناة المستمرة، تظل المرأة اليمنية رمزًا للصمود والتحدي، حيث تواصل نضالها من أجل حقوقها، وتسهم بفاعلية في مواجهة الأزمات، متطلعةً إلى مستقبل أكثر عدالة وإنصافًا، حيث تُحترم حقوقها وتصان كرامتها.