20 سبتمبر, 2024 09:06:50 م
كتب/ عبدالخالق عطشان:
لم تكن ليلة تسليم صنعاء وصباح الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م أمرا مفاجئا وإنما كان أمرا واقعا ونازلة من النوازل ومصيبة هبت ريحها من إيران وتشبعت بالحقد من المحيطات المجاورة لتحمل معها كل أشكال الفوضى والعبث فيما المجتمع الدولي والأممي كان يراقب سرعة تلك الريح ويزودها بمسارات الخراب بينما يطمن الجمهوريون و(هادي) بأنها رياح هادئة.
وقف عميدالشهداء القشيبي على صفا الإستبسال وهو يصد زحوف الطغيان العنصري حاسرا من اي دعم من الدولة سوى الصف الاول من حماة الجمهورية من منتسبي اللواء 310 مدرع ولسان حاله لدولته ( ياصباحاه.. إني نذيرُ لكم بين يدي عذاب شديد..) لم تُعِره الدولة إهتماما بل خرج من بين اظهرها من يقول:(تبا لك ألهذا جمعتنا؟! إن هي إلا عملية قيصيرية!! وارتقى القشيبي شهيدا دون ان يساوم بجمهوريته ولابشرفه العسكري فيما لعنات خذلانه بعد ذلك لم تستثن برا ولا فاجرا حتى اليوم.
لم يكن ثمت فرق بين الشهيد القشيبي ووزير دفاع الدولة حينها سوى ان الاول يحمل شرفا عسكريا بينما الثاني بلا ذلك الشرف، لم يكن ذلك الوزير كما سَوّق ويُسوِق البعض الى اليوم انه مهندس النكبة وانه مَرَد بسلطانه على رئيسه حينها وبذلك فاحت رائحة المطابخ الرئاسية محاولة دفع تهمة الخذلان والتواطؤ عن فخامته إلى سعادة الوزير ليقوم الأول بتغيير الثاني دافعا عن نفسه المسؤولية الاولى والكبرى وتحميلها للعزي بن ناصر ومازال البعض إلى اليوم يلوك خيانة ناصر ويدافع ويبرر عن كبيره الذي اشرف على خيانته وعلى بقية النكبات ( نحن لانجلد ذاتنا، نحن لاننكئ الجراح، التاريخ فقط يملي علينا ماحدث).
عشر سنوات والجماعة الخوثية تحتفل باستلامها للدولة وتغييبها للجمهورية وتتباها بأفراغ المناطق التي تحتلها من كل أشكال الحياة ومقوماتها ( السياسية والاقتصادية والاعلامية والإجتماعية..الخ) لتوجد حياةً وواقعا مأساويا وكارثيا اعادت به اليمنيين إلى مادون الجاهلية الأولى وإلى مستوى خط القبر بماتمتلكه من رصيد وإرث من الجهل والقهر والخرافة والسلالية والعنصرية والمناطقية مُحدِثةً أصالة إرهابها بإرهاب مُعاصر تستمده من إيران ومن تواطؤ المجتمع الدولي والأممي معها.
أي إنجاز حضاري وأي منجز نهضوي وأي مشاريع خدمية تحتفل بها جماعة الحوثي في 21سبتمبر من كل عام؟! إنها تحتفلُ مع شعبٍ قتلته بالجباية والنهب لدعم مشاريع الفناء والخراب وتحتفل بمصادرة حقوقة واستلابه حريته وكرامته، احتفالٌ بإخراج اليمن من محيطه القومي والعربي إلى التبعية الإيرانية، إحتفالٌ بتحويلها اليمن إلى ساحة للصراع والأطماع وتفخيخ الأمن الإقليمي، يحتفل الحوثيون بطمس هوية اليمنيين وهدم موروثهم التاريخي وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، تحتفل هذه الجماعة بافتتاحها لمئات المقابر لليمنيين وتوسعتها للسجون التي خصصتها لكل من سألها راتبه اوطالبها بحقه ، يحتفل الخوثيون في 21سبتمبر من كل عام للتأكيد على مضيها لهدم الجمهورية وتحويلها إلى حضيرة إمامية إيرانية، ومسخِ الجيل المتشبث بتعاليم دينه الوسطي وتحويله إلى جيل مَسخ مبتور من تاريخه ومن جمهوريته جيل تجعله يتباهى بقتل نفسه دفاعا عن السلالية ويتفاخر بقتل اقربائه تقربا لكهنة الجماعة ويزهق حاضره ومستقبله في سبيل ديمومة العنصرية الخوثية.
إننا لانشك قيد انملة في أن هذه الجماعة الإرهابية لن يطول بها الوقت ولن تصل إلى مبتغاه لإنها لاتحمل اي مشروع حياة وليس في قاموسها السلم والأمن والتعايش والحضارة ، وواقعها يشهد ان سطوتها وتحكمها ماكان ليكون لولا اعتقادها واعتناقها واستخدامها لكل أشكال الدجل والزيف والإرهاب والإجرام وماكان لجماعة ارهابية عبر التاريخ طاب لها الخلود وإنما كانت للزوال أقرب.، ودوما تنتصر مشاريع الحياة والحضارة لو كان معها رجالا يستغلون تجاوز هذه الجماعة الخوثية طغيانها والذي معه يبدء منحدر زوالها فتوحدت صفوفهم وقلوبهم واستمدوا العون بعد الله من قوة عزائمهم وصدق إراداتهم وردم خلافاتهم فيكون لهم بعض شرف أبطال ثورة 26سبتمبر في سحق أذناب السلالة العنصرية وان تتلقف عصا الثوار حنشان الضما وتزهق باطلهم.