10 يوليه, 2024 10:48:00 م
بقلم/ محمد علي محمد أحمد :
ظاهرة غريبة ابتلينا بها في مجتمعنا حيث نجد ردود أفعال صاخبة عند خطف فرد واحد ، بينما يسود الصمت المطبق عند خطف وطن بأسره.
لست هنا أقلل من قيمة ومكانة النفس البشرية بل هي عزيزة وغالية ، ولا يمكن بحال من الأحوال ان نؤيد مثل تلك الأفعال المشينة ، ولا بد من محاسبة كل المتورطين في مثل تلك الأفعال ومحاكمتهم محاكمة علنية .
لكن حين يستغل حدث بعينه من جهات تريدها فتنة وحرب دامية ، وليس دفاعاً عن النفس الآدمية ، بغض النظر عن أي اعتبارات قبلية أو مناطقية بل هي فزعة لكل مواطن يعيش على أرض وطنه عزيزا كريماً آمناً ..
و إذا بأخبار خطفه تنتشر كالنار في الهشيم ، وتتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة حرب افتراضية ، وتتدخل جهات رسمية وغير رسمية ، و تتوعد جهات ، و تبذل أخرى الجهود المضنية لإطلاق سراحه ، وينتظر الجميع بفارغ الصبر عودته سالماً ،و بإذن الله ستعم الفرحة أرجاء الوطن عند إطلاق سراحه سالماً غانماً معافى .
فماذا عن الوطن الذي خُطِف وانتُهك دون ضجة أو صخب وكأن الأمر لا يعني أحداً ، و تُقمع الأصوات الصادقة والاقلام الشريفة ، وتُكمّم الأفواه ، وتُسجن الأجساد وتربَّط بالأصفاد ، تُسرَق ثروات الوطن ، وتُنهب خيراته، وتُباع أرضه فيسود الصمت المطبق ، ويعمّ اليأس القلوب، ويفقد الناس الأمل في استعادة الوطن و التطلع لغد أفضل .
إنّ هذا التباين في ردود الأفعال ظاهرة خطيرة تُشير إلى خلل في منظومة القيم في مجتمعنا .
لذا يجب علينا أن نُدرك أنّ الوطن هو أغلى ما نملك، وأنّه مسؤولية الجميع حمايته والدفاع عنه و لا يجوز لنا أن نصمت على خطف الوطن ، بل يجب علينا أن نُقاوم ونناضل بكل ما أوتينا من قوة لاستعادته ، لأن مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة يتوقف على وحدتنا وتكاتفنا في سبيل تحرير وطننا.