ملفـات وتقـاريـر

18 فبراير, 2025 09:12:18 م
(صوت الشعب) متابعات:
اختتم المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج مشاركته في منتدى اليمن الدولي الثالث بتأكيده على أهمية مواصلة الجهود الدولية والمحلية لتحقيق السلام في اليمن، مشددًا على أن تحقيق الاستقرار يتطلب جهودًا مستمرة، وإرادة موحدة، وتصميمًا لا يتزعزع.

وأعرب جروندبرج عن شكره العميق لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية على التنظيم الناجح للمنتدى، مثنيًا على دعم هولندا والنرويج ومؤسسة المجتمع المفتوح للمبادرة، كما أبدى تقديره لجميع المشاركين على مساهماتهم الفاعلة في الحوارات التي جرت خلال الأيام الماضية. وأوضح أنه رغم عدم تمكنه من حضور المنتدى بالكامل، إلا أن فريق مكتبه كان حاضرًا بشكل فعال، حيث تابع المناقشات عن كثب واستمع لوجهات النظر المختلفة، مؤكدًا أن هذه الحوارات تمثل رافدًا أساسيًا لرسم توجهات العمل الأممي في اليمن.

وأشار المبعوث الأممي إلى أن المنتدى كان فرصة لتسليط الضوء على القضايا الأكثر إلحاحًا في المشهد اليمني، وأكد أن هناك إجماعًا على أن السلام ممكن حتى في أصعب الظروف، لكنه يحتاج إلى تكاتف الأطراف المختلفة، وإلى بيئة تضمن احترام الحقوق الأساسية، وتعزيز الثقة بين الجميع. وأوضح أن النقاشات التي شهدها المنتدى كانت صريحة وصعبة في بعض الأحيان، لكنها ضرورية لتجاوز التحديات القائمة.

في حديثه عن التحديات التي تواجه اليمن، سلط المبعوث الأممي الضوء على التقلص المستمر للفضاء المدني، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله، مشيرًا إلى أن الاعتقالات التعسفية التي استهدفت موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والسلك الدبلوماسي، بالإضافة إلى وفاة أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي أثناء احتجازه، تمثل انتهاكًا خطيرًا للحقوق الأساسية، وتقوض الثقة، وتعرقل جهود السلام. وأكد أن مجلس الأمن الدولي وجّه رسالة واضحة تدين هذه الانتهاكات، وطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، مع التأكيد على دعم الأمم المتحدة لعملية تسوية سياسية شاملة يقودها اليمنيون أنفسهم.

كما حذر جروندبرج من خطر التصعيد العسكري داخل اليمن، والذي قد يؤدي إلى مضاعفة المعاناة الإنسانية وإعاقة جهود إحلال السلام، مشيرًا إلى أن الأزمة الإنسانية تزداد تفاقمًا في ظل استمرار الانقسامات السياسية وتدهور الأوضاع الاقتصادية. ورغم هذه التحديات، أبدى تفاؤله بالجهود التي بذلها المشاركون في المنتدى، حيث ناقشوا بشكل معمق العدالة الانتقالية وأهميتها في تحقيق المصالحة الوطنية، إضافة إلى سبل معالجة الأزمة الاقتصادية، واستئناف إنتاج وتصدير النفط والغاز، بما يسهم في تعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي.

ومن بين القضايا التي حظيت بنقاش واسع، أشار المبعوث الأممي إلى تداعيات تصنيف الولايات المتحدة لأنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية، موضحًا أن هناك العديد من التساؤلات المطروحة حول هذا القرار، ويجري حاليًا البحث عن توضيحات بشأن تداعياته على العملية السياسية. وأكد أنه خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن ونيويورك شدد على أهمية الدفع بعملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، باعتبارها المسار الوحيد لمعالجة القضايا الجوهرية التي تواجه اليمن.

وأكد جروندبرج أن اليمنيين حددوا مرارًا وتكرارًا الأولويات التي يجب أن تكون في صدارة أي حل سياسي مستقبلي، وهي: تحقيق تعافٍ اقتصادي شامل، التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم على مستوى البلاد، وبدء عملية سياسية جامعة ترسم مستقبل البلاد. وأضاف أن هذه الأولويات لا تزال قائمة، وهي جزء من الالتزامات التي وافقت عليها الأطراف المختلفة في خارطة الطريق، مشددًا على أن حماية المساحة المتاحة للوساطة يجب أن تظل أولوية قصوى لإحراز تقدم ملموس في المستقبل القريب.

وفي رسالته إلى المجتمع الدولي، دعا المبعوث الأممي إلى عدم إغفال اليمن وسط تعدد الأزمات العالمية، مؤكدًا أن الدعم الدبلوماسي والمالي والإنساني لليمن يجب أن يستمر دون انقطاع. كما وجه رسالة إلى الفاعلين اليمنيين، داعيًا إياهم إلى إبقاء أبواب الحوار مفتوحة، وتغليب المصلحة الوطنية على الانقسامات الفئوية، وشدد على أهمية الدور الذي تلعبه المجتمع المدني والقطاع الخاص في دعم جهود تحقيق الاستقرار، معتبرًا أن الإبداع والصمود الشعبي عاملان أساسيان لبناء يمن أكثر استقرارًا وازدهارًا.

وفي ختام كلمته، أكد جروندبرج أن طريق السلام في اليمن مليء بالتحديات، لكنه ليس مستحيلًا، مشددًا على أن الإرادة الجماعية، والانخراط الجاد من جميع الأطراف، والتعاون الدولي، يمكن أن تسهم في تحقيق نتائج إيجابية. وعبر عن امتنانه لجميع المشاركين في المنتدى على التزامهم بالبحث عن حلول مستدامة، مؤكدًا تطلعه إلى مواصلة العمل المشترك في الأشهر القادمة لدفع عملية السلام قدمًا.




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.