عربي ودولي

19 يونيو, 2024 08:32:25 م

بيونغ يانغ/صوت الشعب/وكالات:

في سياق موسوم بتصاعد التوترات مع الدول الغربية وتواصل الحرب في أوكرانيا، يزور الرئيس الروسي #فلاديمير_بوتين الثلاثاء إلى كوريا الشمالية، لأول مرة منذ 24 عاما. هذه الخطوة النادرة تأتي وسط تزايد عزلة #موسكو على الساحة الدولية، ما يدفعها للبحث عن حلفاء جدد. في المقابل، ينظر الغرب إلى هذا التقارب بحذر، ويتهم بيونغ يانغ بالاعتماد على مخزونها الهائل من الذخائر لتزويد روسيا بكميات كبيرة منها لمواصلة هجومها على أوكرانيا.

في زيارة استثنائية، يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كوريا الشمالية الثلاثاء والأربعاء، حيث قد يتم توقيع اتفاق شراكة استراتيجية بين هذين البلدين اللذين يرى الغرب إنهما يطرحان تهديدا.

وعزز البلدان الخاضعان لعقوبات دولية واسعة النطاق علاقاتهما بشكل كبير منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

وتأتي زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية بعد تسعة أشهر من استقباله الزعيم الكوري الشمالي في الشرق الأقصى الروسي. وخلال هذه الزيارة تبادل الرجلان الثناء، لكنهما لم يعلنا رسميا التوصل إلى اتفاق.

ووفقا للدول الغربية، اعتمدت بيونغ يانغ على مخزونها الهائل من الذخائر لتزويد روسيا بكميات كبيرة منها. واتهم البنتاغون موسكو الأسبوع الماضي باستخدام صواريخ بالستية كورية شمالية في أوكرانيا.

في المقابل تقول واشنطن وسول إن روسيا زودت كوريا الشمالية بالخبرة اللازمة لبرنامجها للأقمار الاصطناعية وأرسلت مساعدات لمواجهة نقص الغذاء في البلاد.

وفي آذار/مارس استخدمت روسيا الفيتو في مجلس الأمن الدولي لوضع حد لمراقبة انتهاكات العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية.

وقال تشيونغ سيونغ تشانغ من معهد سيجونغ في سول لوكالة الأنباء الفرنسية "خلال الحرب الباردة، كانت كوريا الشمالية دائما في وضع يسمح لها بطلب المساعدات العسكرية والاقتصادية من روسيا".

لكن البلدين اليوم، "يتعاونان على قدم المساواة" للمرة الأولى، حسبما أكد الخبير، مضيفا أن الأمر يشبه "شهر العسل" نوعا ما.

ماذا سيستفيد البلدان؟

حسب الأستاذ في جامعة "إيوها" في سيول ليف إيريك إيسلي أنه بالنسبة لكيم جونغ أون "تعتبر هذه الزيارة انتصارا".

من جهتهم، حذر محللون من زيادة اختبار كوريا الشمالية قذائف مدفعية وصواريخ كروز وإنتاجها بهدف تسليم شحنات من الأسلحة في المستقبل إلى روسيا لتستخدمها ضد أوكرانيا. وتملك كوريا الشمالية سلاحا نوويا.

وتحدث المستشار الدبلوماسي لفلاديمير بوتين، يوري أوشاكوف، عن توقيع "وثائق مهمة ولها دلالات كبيرة".

وسيرافق بوتين في زيارته إلى كوريا الشمالية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف.

وفيما تؤجج الزيارة الشكوك في واشنطن، يتخوف الغرب من رغبة بيونغ يانغ في تحسين قدراتها النووية ومن الممكن أن توفر روسيا التكنولوجيا التي تمكن كوريا الشمالية من تحقيق أهدافها.

سياق التقارب بين موسكو وبيونغ يانغ

عندما أُنشئت كوريا الشمالية في العام 1948 في نهاية الحرب العالمية الثانية، اقتربت من الاتحاد السوفياتي.

لكن انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991 حرم كوريا الشمالية من داعمها الرئيسي ما ساهم في انتشار مجاعة واسعة النطاق فيها بعد بضع سنوات.

وسعى فلاديمير بوتين بعد وقت قصير من توليه الرئاسة في روسيا خلال العام 2000، إلى تجديد العلاقات مع كوريا الشمالية، وأصبح أول زعيم روسي يسافر إلى بيونغ يانغ للقاء والد كيم جونغ أون، كيم جونغ-إيل.

وعلى الرغم من ذلك، في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أيدت روسيا بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية بسبب تطويرها برنامجها النووي.

وعندما خلف كيم جونغ أون والده في العام 2011، حاول في البداية تحقيق التوازن بين روسيا والصين الحليف التاريخي الآخر لكوريا الشمالية.

وواصلت موسكو وبيونغ يانغ التقارب منذ ذلك الحين، وألغت روسيا معظم ديون حليفتها في العام 2012.

وفي 2019، سافر كيم جونغ أون بالقطار إلى روسيا، للقاء فلاديمير بوتين في فلاديفوستوك.

فرانس24/ أ ف ب




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.