28 سبتمبر, 2024 12:00:21 م
كتب/ عمر عبدالله كرامان:
آلمني وأحزنني على حد سواء وتبادر إلى ذهني سؤال مشروع ؟ لماذا لا تتواجد مخيمات اعتصام ما يسمى حلف قبائل حضرموت و تصعيده في وادي وصحراء حضرموت ؟ لماذا غابت عن الوادي واتجهت نحو الساحل الذي يعد نموذجاً في الأمن والاستقرار والنظام والقانون ومحرراً كما يوصف وكما قيل لا يحرر المحرر يا بتوع الحقوق والمطالب .
لا أخفيكم أنني تألمت وانزعجت عندما رأيت تلك المخيمات فقط بهضبة حضرموت ولم تكن بوادي حضرموت حيث القضية الأم والجرح العميق لجميع الحضارم وشلال الدم المستمر ، فقلت في نفسي إن ما يحدث من قبل حلف الهضبة ما هو إلا حق يراد به باطل وقناع يستر خلفه أشياء أخرى يعرفها القاصي والداني ولا تحتاج توضيح .
لأكثر من عشرين سنة ومديريات وادي وصحراء حضرموت تشهد مسلسل حمام دم يحصد الابرياء والأنفس التي حرمها الله من مواطنين وعسكرين وضباط ، القائمة طويلة ولا يتسع لنا المقام لسرد مآسيها ولكن على سبيل الحصر فقد اريق وسفك دم مرجعية حضرموت الشيخ سعد بن حبربش العليي من قبل عناصر وأفراد المنطقة العسكرية الأولى الذين ينحدر منتسبوها إلى شمال اليمن ، ومرت القضية مرور الكرام وانتهت بصلح وعدائل ولجنة رئاسية ، واستمر نزيف الدم الحضرمي دون ردع أو وقفة جادة تعصم حرمة الدماء، وبحت أصوات الحضارم وهي تطالب بحضرمة وادي حضرموت أمنياً وعسكرياً ولكن وكما قيل لن يأتي حق إلا بالقوة وفرض أمر واقع ، ومن هنا أجدها فرصة لأخاطب أصحاب الحلف والهضبة ومن هم متمترسون بالسلاح ، لماذا لم نرَ مخيماتكم وتصعيدكم بوادي حضرموت وحاضرته مدينة سيئون ومدينة القطن وشبام لإيقاف نزيف الدم الحضرمي وتثبيت الأمن والاستقرار واحلاله بربوع وادي وصحراء حضرموت ، أم أن الدم الحضرمي ليس ذا أولوية لكم ، أعلم أن هذا المطلب سيسبب لكم حرجاً ، وسيعريكم أمام الجميع وسيعرف القاصي والداني أنكم لا تريدون حقوق حضرموت وأمنها واستقراراها وكرامتها وإنما تريدون مصالح شخصية وضيقة وتتسترون باسم حضرموت وتحت مضلتها وتتخذونها شماعة، ألا تعلم قيادة حلف حضرموت أن عصمة الدم أغلى وأكبر من أي شيء آخر ويهون أمامه أي مطلب وأي مشكلة وأي حق آخر ، حكموا العقل يا من ركبتم موجة الحماقة وتريدون لحضرموت أن تنزلق إلى مربع خطير .
ياعمرو بن حبربش ومن معك اتجهوا بتصعيدكم ومخيماتكم إلى وادي وصحراء حضرموت وافرضوا أمر واقع وأثبتوا للجميع أنكم أصحاب حق وليس مصالح ، اتركوا عنكم الساحل فهو بخير ولا يريد سوى أن يلتحق بالوادي ليكمل منظومة أمنية وعسكرية يحتذى بها .