كتابات وآراء


24 أغسطس, 2014 03:47:00 م

كُتب بواسطة : لطفي شطارة - ارشيف الكاتب


كل الاخبار تشير الى ان المفاوضات التي كانت تسير بين أنصار الله والوفد الحكومي الذي أرسله الرئيس عبدربه منصور هادي الى صعدة قد وصلت الى طريق مسدود ، وأن الوفد عاد الى صنعاء اليوم بعد ثلاثة أيام من التفاوض .. فشل المفاوضات او عدم التوصل الى حل يرضي الطرفين دليل تمسك الاطراف جميعها بما في ذلك المجتمع الدولي على إستمرار نهج الحوار وأن وصلت الامور دون اتفاق حتى اللحظة.




عودة الوفد الحكومي لا يعني بالضرورة أن الوضع سينفجر وأن الرصاص سيحسم الامور المختلف حولها .. كل الاطراف تدرك أن الرصاص لن يحسم الاختلافات السياسية وأن طال أمد التفاوض فهو أفضل من الاقتتال بدون شك ، بأستثناء الطرف الضعيف الذي أفتعل كل هذه المشاكل عندما أعتقد منذ عام 2012 أنه الوريث الشرعي لنظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح , اقصد هنا حزب الاصلاح الذي يريد أن يدخل على خط الازمة ويفجر الوضع عسكريا بدواعي ما يسمى بالاصطفاف الوطني .




توقعاتي الشخصية أن عودة الوفد الى صنعاء يحمل بدون شك رؤية أنصار الله – غير المعلنة – في خطابات عبدالملك الحوثي ، ومن المؤكد أن تكون من بينها رفض أنصار الله لقرار تقسيم الاقاليم التي لم يشاركوا فيها .. أنصار الله بإعلانهم محاصرة صنعاء بإعتصامات سلمية وصلت حد الوزارات الحساسة يريدوا استخدام سياسة الجزرة والعصا لانتزاع أكبر قدر من المكاسب السياسية في هذا الظرف الحساس بعد أن أعتقدت بعض القوى أنها صارت متحكمة بالقرار السياسي في صنعاء دون سواها.




أتوقع أن عودة الوفد الحكومي هو للتشاور مع الرئيس هادي والدول العشر الراعية للعملية السياسية والمبعوث الدولي جمال بن عمر حول مطالب لانصار غير معلنة ، ولا أستبعد إطلاقا طرح مطالب لم تكن من صلاحيات الوفد الخوض فيها منها رغبة أنصار الله خروج عدد ممن يعتبرونهم سببا في إنهيار اليمن اذا ما بقوا مشاركين في العملية السياسية مثل اللواء علي محسن الاحمر ، حميد الاحمر وشقيقه صادق ، علي عبدالله صالح عدد من كبار القادة العسكريين الذين شاركوا في الحروب الستة ضد صعدة.




أنصار الله سيطرحوا شروطا قد يعتبرها البعض تعجيزية التنفيذ ، ولكن أنصار الله يرون أنفسهم في موقف قوي عسكريا وسياسيا وأن الفرصة التي تمنوها قد جاءت لهم بطبق من دهب.




سيبقى الوضع مشدودا بضعة أيام وسيعود الوفد الى صعدة حاملا أفكارا جديدة وحلول وسطية وهكذا ولكني لا ادري مازلت أعتقد أن الحرب لن تندلع لان لا منتصر فيها ، خاصة وانها ستدور زنقة زنقة بيت بيت وهنا لن يستطيع أحد لملمتها لو تهورت الاطراف السياسية ورفضت التنازل لبعضها .. أعتقد أن أنصار الله رفعوا من سقف مطالبهم ولن تكون خارج إبعاد من ذكرتهم سلفا الى خارج البلاد ، وحصتهم في الحكومة والوزارات التي يريدوا السيطرة عليها لتزيد من نفوذهم السياسي الذي سيقوي من قوتهم العسكرية على الارض والتي وصلت الى مداخل العاصمة اليمنية.




الوضع صحيح مشدود والاعصاب متوترة وسياسة الجزرة والعصا هي التي تتحكم بمسيرة الحوار في صعدة ، ولكني شديد التفاؤل في أن مبدأ تعادل القوة يعزز من الحلول السياسية على طاولة التفاوض.




الجنوب هو المستفيذ الوحيد مما يجري في الشمال ، وموقفه يتعزز للاستقرار يوما بعد يوم لاسباب عدة أهمها أنه صار تحت المجهر الامني العالمي لتأمينه عن ما ستؤول اليه الاحداث في الشمال وشمال الشمال.