28 يناير, 2025 06:51:38 م
كتب/ الشيخ علي علوي العيسائي:
في خضم خيوط الزمن المتشابكة، تقف الإنسانية على مشارف عام 2025،م العام الذي وصفه البعض بأنه سيكون منعرجًا تاريخيًا يحمل في طياته نذر حرب وكوارث قد تقلب موازين العالم رأسًا على عقب ، وبينما تتشابك التنبؤات وتتضارب الرؤى، انا الشيخ علي العيسائي اعلن واقول بصوت مثير للجدل أن هذا العام قد يشهد حربًا عالمية ثالثة تبدأ من قلب العالم العربي، وتحديدًا من اليمن، لتتحول إلى مواجهة شاملة بين الشرق والغرب، تهدد استقرار العالم بأسره.
وفي الحقيقه ان إسرائيل، بدعم مكثف من حلفائها الغربيين، تخطط لشن حرب غير مسبوقة على الدول العربية، لتبدأ الحرب من اليمن كأولى ساحات المعركة. هذا السيناريو، الذي يرى البعض فيه مبالغة وأوهامًا، يثير تساؤلات حول طبيعة التوترات المتزايدة في المنطقة، حيث أصبحت اليمن مسرحًا لصراعات متعددة الأوجه، وأرضًا خصبة للتدخلات الإقليمية والدولية.
وكذلك اقول أن إسرائيل، بدعم لا محدود من الولايات المتحدة الامريكيه وحلفائها الغربيين، ترى في المنطقة العربية تهديدًا دائمًا لمصالحها الاستراتيجية. ويبدو أن اليمن، بما تحمله من موقع جغرافي استراتيجي يطل على الممرات البحرية الحيوية مثل باب المندب، سيكون هدفًا أوليًا في هذا الصراع المرتقب.
ولكن ما يثير الجدل حسب التوقعات هو بأن الرد اليمني سيكون صادمًا ومزلزلًا، حيث ستفاجئ اليمن إسرائيل وحلفاءها بضربات معاكسة موجعة، تدعمها دول الشرق بقيادة روسيا التي تضع ثقلها الاستراتيجي في هذا النزاع.
مع تصاعد التوترات السياسية والعسكرية، يبدو العالم منقسمًا إلى معسكرين رئيسيين: معسكر غربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكيه وحلف الناتو، ومعسكر شرقي تقوده روسيا والصين ودول أخرى تسعى إلى كسر الهيمنة الغربية. في هذا السياق، ولابد من الاشاره إلى أن المعسكر الغربي سيضاعف دعمه لإسرائيل على جميع الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية، في حين ستقف دول الشرق، وعلى رأسها روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، إلى جانب اليمن ودول أخرى في المنطقة، لتتحول الحرب إلى مواجهة عالمية شاملة بين قوتين عظميين.
بوتين، الذي يحمل صفه الزعيم هو لا يتردد في اتخاذ قرارات جريئة، قد يستخدم كل أوراقه الاستراتيجية لدعم اليمن، بما في ذلك الدعم العسكري المباشر، وتزويدها بأسلحة متطورة تمكنها من توجيه ضربات موجعة لإسرائيل ومصالح الغرب في المنطقة.
مع تصاعد النزاع، قد يتحول البحر الأحمر إلى واحدة من أخطر ساحات القتال، حيث يتوقع أن تشهد الممرات البحرية الدولية هجمات مباشرة تستهدف السفن التجارية والعسكرية الغربية. هذا السيناريو يهدد بشل حركة التجارة العالمية، ويجعل من البحر الأحمر منطقة مشتعلة بالنيران، تضع العالم بأسره أمام كارثة اقتصادية لا يمكن تصور أبعادها.
ما يجعل عام 2025مر عامًا مرعبًا في نظر االجميع هو احتمالية نشوب حرب كيماوية بين القوى العظمى، حيث قد تلجأ روسيا والولايات المتحدة الامريكيه إلى استخدام أسلحة غير تقليدية في ظل تصاعد الصراع وعدم قدرة أي طرف على حسم المعركة بالوسائل التقليدية. وإذا ما تحقق هذا السيناريو، فإن العالم سيشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث ستتساقط ملايين الضحايا، وستعاني الشعوب الباقية من المجاعة والفقر المدقع، في مشهد يعيد إلى الأذهان أحلك فصول التاريخ الإنساني.
رغم سوداوية المشهد وتوقعات الدمار الشامل، ارى شخصيا " أن النهاية قد تحمل بصيص أمل للإسلام والمسلمين، حيث قد يكون النصر حليفهم في نهاية المطاف. هذا النصر، إن تحقق، قد يعيد تشكيل الخريطة الجيوسياسية للعالم، ويضع حدًا لهيمنة القوى الغربية التي ظلت لعقود طويلة تتحكم بمصير الشعوب.
ومع ذلك، تبقى هذه التوقعات محض رؤى وتحليلات قد تتحقق أو لا تتحقق، ويبقى الله وحده العالم بمصير الشعوب والأمم. فما بين نبوءات الحرب والكوارث، والتحديات السياسية والاقتصادية التي تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، يقف العالم على أعتاب عام قد يكون الأكثر تقلبًا في تاريخه الحديث.
إذا ستظل الأيام القادمة وحدها كفيلة بإثبات صدق هذه التنبؤات أو دحضها، وبينما نعيش في عالم متغير، يبقى الأمل في أن تتغلب الحكمة والعقلانية على نوازع الحرب والدمار، وأن يجد الإنسان طريقًا نحو السلام والاستقرار في ظل عالم مليء بالتحديات.
عضو الهيئة الإدارية بالسفارة اليمنية بمدينة جدة السعودية.